يجب ربط الأطفال منذ نعومة أظفارهم بالله تعالى، سواء عند الثواب أو العقاب، وعلى أي خطأ يرتكبونه منذ سنّ الثانية. ويمكن للوالدين أن يُجلسا طفلهما في مكان محدد يعاقب فيه الطفل، ولا يتحرك منه لمدة دقيقة أو اثنين، ثم يُطلب منه الاعتذار.
أسباب المشكلة:
هناك عدة حالات ومسببات تدفع الطفل إلى تعلم السب والشتم والتعود عليه، ومنها أنه عند بداية انتقالهم لمرحلة اللعب مع الأطفال الآخرين، يتولد لديهم إحساس بالصراع والنزاع، فيتسبب ذلك في توليد الرغبة لاستخدام كلمات عدائية مع الأطفال، تظهر عدم رضاهم ومنازعتهم على الأشياء، فيستخدمون غالباً الكلمات التي يسمعونها من والديهم عند الغضب، أو الكلمات التي تستخدم في الأماكن غير الجيدة: كالحمام، وتكون وقتها أفضل الكلمات التي تعبر عن عدم رضاهم.
العلاج:
لا ينبغي أن يبدو عليك انزعاج ملحوظ عند سماعك لكلمة الشتم عند الوهلة الأولى، وكذلك لا ينبغي أن يبدو عليك ارتياح ورضا بالتبسم والضحك، مما يولد تشجيعاً له على تكرارها عند سماعك كلمات سيئة منه... حاول أن تشرح له أن هذه الكلمات تؤلم مشاعر الآخرين، كما يؤلمهم الضرب.
حاول تدريبه على كيفية التعبير عن عدم الرضا عن الآخرين، وذلك بأن تدربه على قول: إذا عملت معي كذا فذلك سيغضبني منك، وإذا استدعى الأمر قل له: لا تلعب مع هذا الطفل، واجعله يلعب مع آخرين.
قد لا تؤدي الخطوات المذكورة إلى نتائج سريعة وفعالة؛ لأن إحساس الطفل بقدرته على إحداث الأثر والانفعال على أعدائه في اللعب بالسب والشتم أقوى من أثر الضرب، لذلك، فهو يشبع رغبة جامحة تجعله يحرص على الشتم وتفضيله على الحلول الأُخَر.
دائماً يكون التعبير بالقدوة هو أفضل الوسائل لتدريب الطفل، ومعالجة تلفظه بكلمات نابية، ولذلك يجب أن يتجنب الكبار التلفظ بما يكرهون أن يتلفظ به الصغار، وكذلك التصرف بانفعالات وعصبية وسلبية في المواقف، والتي بلا شك ستنتقل إلى الصغار الذين يفهمون أكثر بكثير مما يعتقد أهلهم أنهم يفهمونه، فمثلاً: عند اعتراض سيارة للأب أثناء قيادته ومعه الطفل، يجب انضباط الأب وعدم التلفظ بالألفاظ غير اللائقة عن السائق الآخر، وأمام الابن، وإلا سيكون خير مثال يحتذي به.
هناك أسباب أُخَر للشتم:
وهي أن يستخدم الطفل الشتم على سبيل المرح، ولجلب اهتمام الآخرين، وليس للعداء مع الآخرين، كأن يكون صوت كلمة الشتم جميل وله نغمة وعذوبة، ويعالج ذلك بأن نطلب منه الذهاب إلى مكان لوحده، ويكرر لفظ الكلمة عدد ما يشاء وحيداً وبعيداً عنهم، ويعلم أنه قد يؤذي الآخرين ولا يريدون سماعها، أو نحاول استبدال كلمة الشتم بكلمة مشابهة لها في الصوت والنغمة، مثل: حمار بفنار، أو محار وكلب بقلب.
لا تيأس إذا تكرر سماعك لما تكره؛ لأن الطفل لن ينسى أو يتغير بين يوم وليلة، وحاول استخدام كلمات جميلة أو مقبولة للتعبير بها عن الأشياء غير الجميلة... كلما يكبر الطفل سيكون أكثر فهماً للكلمات التي يجب أن لا يتفوه بها، وعندها يمكن التعامل معه من مبدأ الثواب والعقاب، على كل كلمة سيئة ينطق بها.
|