إن قراءة الشيعة سورة الفاتحة إلى أم البنين (ع) هو في حقيقته عمل مشابه لصلاتنا على محمد وآل محمد (ع) في ناحية من النواحي، وهي عدم حاجتهم إلى هذه الأعمال، حيث إن أهل البيت (ع) ليسوا بحاجة لهذه الصلاة، وإنما هي دعاء لأنفسنا في حقيقة الأمر، فقد ورد (أنّ الملائكة يجعلون أشرف ما يعبدون الله به الصلاة على محمد وعلي (صلوات الله عليهما)، ويقولون: (اللّهمَّ وطهّرنا بالصلاة عليه وعلى آله الطيّبين).

وكذلك مولاتنا أم البنين (صلوات الله عليها) هي غير محتاجة لنا، فما قيمة أعمالنا ونحن الخاطئون والمقصرون لكي تُهدى إلى هذه السيدة العظيمة؟، وما حاجتها إلينا ونحن الضعفاء والمحتاجون لها في كل آن، وفي كل موقف صعب؟، فمقامها الشامخ ومرتبتها الإلهية العليا تجعلها تسمو عنا وعن أعمالنا.

 فالله سبحانه تعالى شاءَ أن يُظهر جزءاً من شأن هذه السيدة العظيمة، بأن ربط حوائج المؤمنين بقراءة سورة الفاتحة إليها، وهذه الكرامة قد أصبحت اليوم قطعية ويقينية جربها القاصي والداني من أتباع اهل البيت (ع).
لذا فعندما نقرأ الفاتحة، ونحمد الله تعالى، فهو حمدٌ على نعمة الولاية، وهو شكرٌ لله بأن جعلَنا على معرفة بالذين كانوا حول أهل البيت (ع) من رموز عظيمة كأم البنين (ع)، وعندما ندعو الله تعالى بأن يهدنا الصراط المستقيم فهو دعاء للسير على النهج العلوي بشكله الصحيح، كما سارت عليه هذه السيدة العظيمة التي قدمت أغلى ما تملك في سبيل رفع راية الولاء لمحمد وآل محمد (ع)، حتى صارت من أكبر رموز التابعين لهم حق الاتّباع.