• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : واقع السينما صراع الذائقة الجمالية مع الهم التجاري .
                          • الكاتب : احمد جبار غرب .

واقع السينما صراع الذائقة الجمالية مع الهم التجاري

لم نعد نستشعر قيمة فنية عالية في النتاج السينمائية الحالية رغم تنوعها وتعددها
ودخول التقنية الهائلة إلى صناعتها إذا لازال الفلم السينمائي يعبر عن ضمير ربحي فقط بعيدا عن مد هذا الفن اذرعه نحو واقع حياتنا عبر المعالجات والحلول لمشكلاتنا المعاصرة صحيح نحن نعيش في ظل متغيرات متتالية وإزاحة تكنولوجية هائلة تجعل من إي عمل فني في متناول اليد عبر وسائل الانفتاح التي نعيشها في ظل العولمة لكن كتذوق فني واستساغة وإمكان ان تكون القيمة الفنية كرؤية جمالية وإنسانية تنعدم رغم القلة القليلة من الأفلام التي نجحت في إيصال رسائلها ووصلت للمتلقي بشكل مهذب وجميل يعبر عن امتلاك صانعي تلك الأفلام وسائل متعددة للنجاح كنت احسد نفسي لأني عشت زمنا رائعا للسينما ووعيت على نتاج لن يتكرر في أفلام زاهية بروعة وأداء ممثليها ولا اعرف تفسيرا لهذه الظاهرة فنحن ننشد الحنين لكل مآتم صنعه وابتكاره في الماضي ربما تكون جذوة الذاكرة فينا متوقدة وقادرة على استعادة حيويتها عبر استذكار الأفكار والرؤى الجميلة في كل مجالات حياتنا هي الباعث وراء ذلك لكن دائما التحف ننظر لها بسمو وإعجاب وهكذا هي حال الفلم السينمائي إذا تعد السبعينات والثمانينات هي قمة مقدمته السينما العالمية من أفلام لازالت عالقة في الأذهان وهذا ينطبق حتى على السينما العربية انظروا إلى أفلام سائق التاكسي أو ظهيرة يوم قائظ أو حوارات من النوع الثالث صحيح ان فيها مسحة من الاكشن أو الحركة العنيفة لكنها مقبولة فكريا وفنيا لأنها تمخضت عن معالجة واقع موجود أو البرتقالة الميكانيكية او رجل يدعى حصان أو كل رجال الرئيس او زوربا اليوناني أو الممر وهناك قائمة كبيرة تشعرك بلذة العمل الفني وجماليته مع شد نفسي لتلك الإعمال وكذلك الإعمال العربية التي تنتمي للواقعية أفلام بركات وصلاح أبو سيف واحمد بدران مثل أفلام أريد حلا وعلى من نطلق الرصاص وأفواه وأرانب وحبيبتي والعصفور والمذنبون كلها أفلام لانمحى من الذاكرة لقيمتها الفنية والأسلوبية في محاكاتها للمتلقي وأيضا من الإنصاف إن نذكر هنا بزوغ سينما العالم الثالث والتي لها تجربة فنية رائدة في صناعة الفلم السينمائي كما في السينما الإيرانية والمصرية والهندية ورغم إن حياتنا الحالية قائمة على تعاطينا مع وسائل تكنولوجية قد تحد من انتشار السينما وهنا اقصد كعرض للجمهور إذا ساعدت فلسفة الدجيتال من دخول بيوتنا وأصبحت السينما موجودة في بيوتنا تجعلنا قابعين ومتسمرين إما الشاشات المنزلية الكبيرة فانعدم بالتالي تأثير الفلم السينمائي من ناحية الجذب الجماهيري وحيث إن القلم هو صناعة وتجارة يحتاج إلى تمويل وغالبا ماتعتمد على جيوب المتفرجين وتلك هي المعضلة لكن صناع السينما ابتكروا أساليب جديدة من اجل التغلب على هذه الإشكالية حيث خططت لجعل واقع الحدث السينمائي معاشا من قبل الجمهور ومؤثرا فيه بشكل كبير وهكذا كانت السينما ثلاثية الإبعاد والصور المجسمة بالأصوات المضخمة من خلال كراسي مميزة ونظارات محددة وسماعات خاصة بحيث ومؤثرات تجعل المشاهد يعيش الحدث كواقع حاصل لكن هذه التقنية لازالت متأخرة عندنا ولم نرى لها وجودا في حياتنا رغم تقدمها في بلدان كثيرة وهذا لأننا مهتمون بقضايانا ومشكلاتنا السياسية والأمنية وتلك التقنيات تعد من وسائل الترفيه الراقية منها إلى الحاجة الكمالية

                                          




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15841
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19