النّاسُ تكبرُ في المَديحِ وحيدَرُ
بمديحهِ كُلُّ الخَليقَةِ تَكبرُ
دَعْ عنكَ حادثَةَ الغَديرِ وحسبُنا
أنَّ امتثالَكَ للنّبوَّةِ أَكبَرُ
فيكَ النُّبؤاتُ اجتَمَعنَ تلَطُفاً
وحَكاكَ من دُنيا البَيادِرِ عَنْبَرُ
مَنْ ذا يُنازِعُكَ الإِمامةَ .. مُفلِسٌ
أَردى الأُلى مُتَقَدِّمٌ مُتَأخِّرُ
ونجيعُكَ المَهدورُ عَينُ دمائِنا
وبكلِّ قلبٍ من نَجيعِكَ أَبهرُ
دنياكَ زاهِدَةٌ يَرُدُّ ضَجيجَها
ما كانَ يَحكيهِ بصَمتِكَ جَوهَرُ
إنّي قَرأتُكَ أَنْجُماً وكواكِباً
وعليكَ قد دارَتْ .. لإنَّكَ محوَرُ
وقرأتُكَ التَّنورَ .. لَوعَةَ ثاكِلٍ
ورَغيفَ خُبزٍ للجِياعِ يُحَضَّرُ
يَهواكَ قَلبي حَيثُ أَنتَ سَميرُهُ
ويَراكَ وَجهَ الفَتحِ وَجهٌ أسمَرُ
ليسَ الإِمارةُ أَنْ تَكونَ مُؤَمَراً
بل أَنْ يَقولَ القَفرُ إِنَّكَ كوثَرُ
أو أنْ يَقولَ القَيظُ إنَّكَ نَسمَةٌ
يَسري هوىً فيكَ الرَّبيعُ المُثمرُ
أ مُجانفَ الأندادِ إنَّكَ سَيّدٌ
تَرويكَ سُنبلَةٌ وحَقلٌ أَخضَرُ
وأَراكَ ساقيةً وطَيراً صادِحاً
وسواكَ صَوتٌ في العَداوَةِ مُنْكَرُ
إن لوَّثَتْ عَذبَ الغَديرِ مَطامِعٌ
فقَدِ ارتَوتْ يَومَ الطّفوفِ الأَنهُرُ
لمّا هَوَتْ يَومَ السَّقيفَةِ بيعَةٌ
جَفَّتْ بأجيالِ العَقيدةِ أَبحُرُ
أحَيَتهُمُ كفُّ لطَفِّكَ باصبعٍ
أَوحى بها بينَ الأَصابعِ خنصرُ
وتعدُّكَ الأَوهامُ رَقماً راحِلاً
ولأنتَ كونٌ في الحقيقةِ مُقمرُ
جاءَتْ بكَ الآياتُ سِرَّاً أعظَماً
فكأَنَّ أَسرارَ الخَليقَةِ حَيدَرُ
الديوانية .. 27 / 7 / 2021
|