• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أهمية صلة الرحم في الإسلام وبناء المجتمع الجزء الثالث .
                          • الكاتب : كامل حسين علي .

أهمية صلة الرحم في الإسلام وبناء المجتمع الجزء الثالث

 قال رسول الله(ص): (ثلاثة لا يدخلون الجنة، مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم). (تفسير نور الثقلين: ج5/ ص41). وقال رسول الله(ص): إذا ظهر العلم، واحترز العمل، وائتلفت الألسن، واختلفت القلوب، وتقاطعت الأرحام، هنالك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) (المصدر السابق: ص41). وعن أبي جعفر(ع) قال: (في كتاب علي(ع): ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبداً حتى يرى وبالهن: البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة يبارز الله بها) (المصدر السابق: ص41).

وعن أبي عبد الله(ع) قال: كفر بالله من تبرأ من نسب ومنها العقوق، ترك صلة الرحم خصوصاً عقوق الوالدين) (مجمع الفائدة: للمحقق الأردبيلي ج12/ ص358). هذا وقد كثرت الأحاديث والأخبار في صلة الرحم، وتحريم قطعها، فهي تعتبر صلة الرحم من الواجبات الدينية في الإسلام، كما نصت عليها الآيات القرآنية وأحاديث الرسول(ص)، وأئمة أهل البيت(ع). 
فالمقصود بصلة الرحم: استمرار الروابط التي أقرها الله سبحانه بينه وبين عباده، أو بين عباده مع بعضهم بشكل طبيعي وفطري..، وبعبارة أخرى: إن الله سبحانه أمر بالحفاظ على هذه الروابط الفطرية والطبيعية وبصيانتها وهي صلة الرحم، ولكن المذنبين يقطعونها، وتكون وسائل وطرق صلة الرحم كثيرة، منها: السلام، كف الأذى، والزيارات، والوقوف معهم عند العوز والشدة وغيرها...
 وأحياناً تكون صلة الرحم بالمساعدة المادية عند وجود شخص محتاج ومعوز في حياته اليومية، فتكون صلة الرحم بالمادة قدر الإمكان.. وفي وصية النبي(ص) لعلي(ع): (يا علي الصدقة ترد القضاء الذي أبرم إبراما، يا علي صلة الرحم تزيد العمر، يا علي لا صدقه وذو رحم محتاج).
وقال(ص): (أفضل صدقة على ذي الرحم الكاشح) والمراد به المعادي. (كلمة التقوى: للشيخ محمد أمين زين العابدين/ ج6/ ص169).
 وقد سُئل أبو الحسن(ع) عن الزكاة أيفضل بعض من يعطى؟ قال(ع): (تفضل الأقارب لما فيه من صلة الرحم) (ذخيرة المعاد: للمحقق السبزواري/ ج1/ ص466).
 وهكذا، فان أفضلية الزكاة والصدقة للأقارب بدءاً من الوالدين، ثم الأولاد، ثم الأقارب الأقرب ثم الأقرب.. وهذه المساعدات المالية بين الأرحام والأقارب في الإسلام تعد من التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد.. ولماذا هذا التأكيد الإسلامي على مفهوم صلة الرحم؛ لأنه عملية تعاون وتكافل اجتماعي يؤدي إلى عملية تماسك وإصلاح، وتقوية بنيته الاجتماعية، وصيانة مسيرته المتكاملة لجميع الأفراد في الحقول المادية والمعنوية، والتي تفرض البدء بتقوية اللبنات الأساسية التي يتكون منها البناء الاجتماعي وهم الأسرة والأقارب، وبذلك يتم البناء تلقائياً؛ والإسلام أمر ومارس هذه العملية على النحو الأكمل في بناء المجتمع الإسلامي المتقدم القوي الشامخ من خلال مشاركة أفراد المجتمع عمليا لصلة الرحم؛ ومن الواضح أن المجتمع يزداد قوة ورقياً كلما ازداد التماسك والتعاون والتعاضد في الوحدات الاجتماعية الصغيرة المتمثلة بالأسرة والأقارب، والى هذه الحقيقة يشير الحديث الشريف: (صلة الرحم تعمر الديار).
وصلة الأرحام والبر بهم، والتكريم لهم، والقيام بتسديد حوائجهم، فهي من كبير ما يتقرب به العبد إلى الله(عزوجل)، وعظيم ما يوجب الرحمة والزلفة عنده، علاوة على ما تولده عملية صلة الرحم من المحبة والتآلف، والاطمئنان النفسي، والعلاقة الطيبة بين الواصل والموصول من أفراد المجتمع. وهذا ينسحب أن تكون علاقتهم السلوكية بين أفراد المجتمع بشكل سليم وجيد، مما يساهم في استقرار وبناء المجتمع وقوته وتقدمه..
وختاماً، نسأل الله الكريم الرحمن الرحيم أن يلهمنا صلة الأرحام، ولجميع العراقيين والمسلمين انه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158908
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3