استناداً إلى البيانات المتوافرة، نجد أن الذين يدخنون طوال حياتهم يعرضون أنفسهم إلى احتمال الوفاة؛ بسبب التبغ بنسبة خمسين بالمئة، ويموت نصف هؤلاء وهم في أواسط العمر, وقبل أن يصلوا إلى سنّ السبعين، وهذا يعني أن المدخنين الذين يتوفون بسبب التدخين قبل سن السبعين يخسرون في المتوسط (22) سنة من عمرهم العادي المأمول.
ويعتبر سرطان الرئة أشهر الأمراض التي يسببها التدخين، وتبين الدراسات التي أجريت في بريطانيا أن المدخنين الذين هم في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر يتعرضون للإصابة بنوبة قلبية باحتمال يزيد بنسبة خمسة أضعاف عن احتمال تعرض غير المدخنين لهذه الإصابة.
ما هي الأمراض التي يسببها استخدام التبغ؟
يعتبر التدخين سبباً محتملاً للوفاة بالأمراض التالية:
سرطان الفم, والحنجرة, والرئة, والمثانة, والبنكرياس, والحويضة (حوض الكلى), والمعدة, وعنق الرحم.
يسبب التدخين كذلك الأمراض التالية:
أمراض القلب, والسكتة الدماغية, والأمراض الوعائية المحيطية, أمراض الرئة الانسدادية المزمنة, وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي, وانخفاض وزن الوليد.
يعتبر التدخين سبباً محتملاً للأمراض التالية:
قرحات الجهاز الهضمي, والإجهاض, وزيادة الوفيات بين الأطفال (بما في ذلك متلازمة الوفاة المفاجئة في المهد).
إدمان التبغ:
تحتوي كل منتجات التبغ على كميات كبيرة من النيكوتين, وهي مادة يمتصها الجسم مباشرة من دخان التبغ إلى الرئتين, كما يمتصها من التبغ الذي يستخدم مضغاً في الفم أو استنشاقاً في الأنف. ويعتبر النيكوتين مادة تسبب الإدمان بشكل واضح كما يصنف الاعتماد على التبغ على أنه اضطراب نفسي وسلوكي استناداً إلى التصنيف الدولي للأمراض الذي تضعه منظمة الصحة العالمية (التصنيف الدولي للأمراض – 10 التصنيف رقم 2. f17).
كما أن الخبراء في مجال معاقرة المواد يعتبرون الاعتماد على التبغ أقوى أو مماثلاً في قوته للاعتماد على المواد الأخرى مثل الهيروين والكوكائين، والأغلب أن يبتدئ التدخين في سن المراهقة. أما إذا تجاوز المرء مرحلة المراهقة دون أن يدخن فأن من المستبعد كثيرا أن يبدأ التدخين بعد ذلك، ولهذا لابد من بذل جهود مكثفة لمساعدة الشباب الصغار للابتعاد عن التدخين.
إذا كانت الغاية التي نهدف إليها هي النجاح في الإقلاع عن التدخين على نطاق واسع جدا, فأن أول ما يلفت النظر هو أن برامج الإقلاع الخاصة أقل من المطلوب بكثير؛ ففي الوقت الراهن لا توجد إلا أعداد قليلة جداً من العاملين الصحيين الذين تلقوا تدريباً في معالجة الاعتماد على التبغ.
لذلك لابد من أن يتلقى كل العاملين الصحيين, بما في ذلك الأطباء, وأطباء الأسنان والممرضات, والصيادلة تدريباً أساسياً، وتدريباً أثناء القيام بالعمل؛ كي يستطيعوا تقديم النصح والمشورة أو المعالجة أو كلا الأمرين معاً، للتخلص من الاعتماد على التبغ. فالواقع أن الاعتماد على التبغ مشكلة خطيرة من مشكلات الصحة العامة، تتطلب اهتماماً كبيراً إذا أردنا تقليل وباء الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين واستخدام التبغ.
|