• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الموالية المغربية رجاء الحجاج: غضب الزهراء (ع) على من اغتصب حقها أثّــر في نفسي تأثيراً كبيراً  .
                          • الكاتب : صدى الروضتين .

الموالية المغربية رجاء الحجاج: غضب الزهراء (ع) على من اغتصب حقها أثّــر في نفسي تأثيراً كبيراً 

 حاورها: أحمد الخالدي
 بين ركام العادات والمعتقدات الشعبية المتناقضة والمتوارثة عن الآباء والأجداد، نشأت وترعرعت، وبين الفرح والحزن في موسم عاشوراء نمت حتى ألفت تلك العادات، فصارت جزءاً من مخزون ذاكرتها... ففي المغرب خزين موروث ينقسم إلى أصول شيعية وسنية، جعل من مظاهر الاحتفال بعاشوراء مزيجاً بين الفرح بحلول البركات؛ كونه يعتبر نقطة التحول إلى العام الجديد، فتنتشر مظاهر الانفاق والتوسعة على العيال، وشراء اللعب لهم، وبين الحزن على الشخصية التي حُوصرت من قبل الأعداء، وقُتلت ظلماً دون أن تشرب الماء والتي تُسمى في الموروث المغربي (بابا عيشور)، فالمغاربة في احتفالاتهم الشعبية يحيون ذكرى مقتل الحسين (ع) في واقعة كربلاء، دون أن يدركوا السياق وتاريخية ذلك الحدث، الذي انشطر فيه المسلمون وانقسموا على ذاتهم.
تلك هي الموالية المغربية (آمال الحجاج) التي أتت من كندا زائرة مع زوجها العراقي لتزور الإمام الحسين (ع) في ذكرى أربعينيته... التقتها صدى الروضتين في صحن أبي الفضل العباس (ع) لتروي قصة اتباعها لأهل البيت (ع) فكان هذا الحوار:
صدى الروضتين: كيف بدأت قصة تحولك الى مذهب أهل البيت (ع)؟
كنت على المذهب المالكي، ولم أكن أعرف شيئاً عن المذهب الجعفري، ولكن بعد أن تزوجت من صفاء - وهو رجل شيعي أصله من البصرة -، بدأ يتحدث عن المذهب الشيعي، ولم أكن مقتنعة تماماً بما كان يخبرني به، حتى أنني كنت أناقشه في كثير من المسائل, لكن زوجي كان يأتيني بالروايات التي تتحدث عن أهل البيت (ع)، وما عانَوه في حياتهم.
 وبدأ يذكر لي أموراً لم أكن أعرفها في السابق... نعم، كنا نعرف أن الرسول (ص) عنده أحفاد وهم أعزاء عنده، وكان يحبهم كثيراً، لكننا لم نكن نعرف مكانتهم ومقاماتهم، وأنهم هم الخلفاء من بعده... فقد أشيع عندنا – نحن أبناء المذاهب السنية - أن الرسول (ص) لم يستخلف أحداً من بعده، ولم يوصِ بالخلافة إلى أحد، وإنما ترك الأمر شورى للمسلمين...؟! ولم يكن عندي قبل ذلك أي إشكال في عقيدتي السنية؛ لأني لم أكن اهتم بأمور الدين بشكل كبير، وإن كنت أصلي، وأصوم، وأقرأ القرآن... وقد كان موضوع الخلافة هو أكثر ما كان يدور نقاشنا حوله، فكنت أستغرب أن يتركَ النبيُّ (ص) الأمة بدون أن يترك بعده خليفة يقوم مقامه، وقد فعل ذلك الصحابة من بعده، حيث وصّى أبو بكر لعمر، ووصىّ خلفاء بني أمية لمن بعدهم, فهل هؤلاء أعرف من النبي (ص) بمصالح الأمة؟ ولماذا نعترف بسنة الخلفاء ولا نعترف بسنة النبي (ص) عندما ترك الأمر شورى بين المسلمين؟! وبعد نقاشات وقراءات، وجدت تلك الأحاديث التي فيها نصّ على خلافة أمير المؤمنين (ع)، ووجدت في صحيح البخاري حادثة أثرت بي كثيراً، وهي غضب الزهراء (ع) على أبي بكر وعمر، ولكن ما ذُكر عن غضبها المذكور في صحيح البخاري كان متعلقاً باغتصاب فدك, وكنت أتعجب كيف أن هذه السيدة العظيمة الزاهدة تغضب لأجل متاع الدنيا..؟! إذن، لابدّ من أن هناك مغالطة، وأن هناك أمراً أكبر من ذلك غضبت لأجله السيدة الزهراء (ع).
 ثم ألا تعرف الزهراء (ع) تكليفها الشرعي وهي سيدة نساء العالمين، فإما أن لا تعرف تكليفها بعدم اتباعها للخليفة الذي نُصّب بالشورى كما يدعون، وهذا لا يتوافق مع كونها سيدة نساء العالمين. وإما أن تعرف وقد قاطعتهم وغضبت عليهم حتى ماتت، فيكون خلفاء السقيفة على باطل. ثم توقفت عند حادثة السقيفة، فدُهشتُ لتصرف الصحابة غير اللائق, إذ كيف يمكن أن يتركوا النبيَّ (ص)، ولا يعتنوا بأمر تجهيزه ودفنه، ويذهبوا بدل ذلك للنزاع على سلطان الخلافة، وهذا لا يفعله حتى الناس البسطاء، فكيف بهم وهم صحابة النبي (ص)؟!

صدى الروضتين: هل أعلنتِ تشيعَكِ بعد أن اتضحتْ لك الحقائق؟
بعد قراءتي التاريخية لتلك الأحداث، أعلنت لزوجي (صفاء) أني اقتنعت بمذهب أهل البيت (ع)، واعتقدت ببطلان خلافة الخلفاء الثلاثة... بعد ذلك أعلنت تشيعي، ولم يعترض أحد من عائلتي على تشيعي؛ لأن والدي كان مُحبّاً للإمام علي (ع) - وإن كان على المذهب المالكي - أكثر من أّي أحد آخر، وكان يأتي بالأحاديث والروايات عنه (ع)، وقد ربانا والدي على حبِّه منذ كنا صغاراً بحديثه عن شجاعته وحلمه وعلمه... ولكني افترقت عنه منذ أن تزوجت، وذهبت مع زوجي الى كندا، وبقيت فيها سنتين، وقد نذرت أن أزورَ الإمامَينِ  علياً والحسين (ع) في زيارة الأربعين، وها نحن في كربلاء المقدسة، وسنظل إلى أن تنتهي الزيارة الاربعينية، أعود بعدها الى المغرب لألتقي بوالدي، وأفتح معه موضوع اتباعه لمذهب الحق مذهب أهل البيت (ع)، وإن شاء الله سأنجح في هدايته؛ لأنه من المعتدلين ومن المحبين لأمير المؤمنين (ع).
صدى الروضتين: ما هي الطقوسُ التي تقومون بها في أيام محرم؟
 كنا كمتبعين للمذهب المالكي في المغرب، نزور قبور الأولياء والصالحين كسيدنا ادريس ابن الامام الحسن المثنى (ع)، إضافة إلى أننا في أيام محرم لدينا طقوس خاصة يختلط فيها الفرح بالحزن؛ ففي ليلة العاشر من محرم نقوم بعمل الأطعمة وتوزيعها ابتغاء الثواب، وبعضهم يشعل ناراً ويطوف حولها، ويغنون أغانٍ أشبه بالرثاء، لكننا لا نعرف لمن هذا الرثاء، ولكننا توارثنا هذه الطقوس عن آبائنا وأجدادنا.
 وفي يوم العاشر، يُحمل نعش رمزي لشخص ولكننا لا نعرف من هو، لذا شاع عندنا أن هذا الشخص اسمه عاشور أو عيشور، وهذا العاشور ذُبح عطشاناً قرب نهر، لذا نحن نغرق الدنيا بالماء في يوم العاشر، ولا نعرف لماذا؟ والسائد عند بعضهم أنه ليديم البركة والخير إلى العام القادم. ثم إننا نعتز كثيراً بكفّ العباس (ع)، فلا تجد أحداً لا يملك في بيته هذا الكفّ، ويتخذونه لدفع الحسد والشرور والأذى، ويجلب البركة والخير، ولا ندري من أين أتتنا هذه العادة. 
صدى الروضتين: ما هو تأثير التيار السلفي في المغرب؟ 
 التناقضات والتعقيدات بدأت تظهر حين كثُر نشاط المذهب السلفي في المغرب، وظهرت التعقيدات في الصلاة والحجاب والمعاملات، بل في كل شيء، وبدؤوا يأمرون بأمور غريبة ومعقدة , فحرّموا كثيراً من الأمور منها: زيارة القبور، ومراقد الأولياء والصالحين، والصلاة قرب المراقد، وحرموا أن تكشف المرأة وجهها، وحرموا حتى البكاء على الميت، فإذا مات للإنسان عزيز، لا يستطيع البكاء عليه؛ لأن ذلك عند السلفية حرام. وقد قوي الضغط السلفي في السنوات الأخيرة، لكن بالمقابل هناك توسع للفكر الشيعي في المغرب، حتى أن شمال المغرب صار تقريبا كله شيعياً... وفي هذه السنة استطاعوا أن يحيوا طقوسَ عاشوراء من غير أن يضايقَهم أحد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159169
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29