• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلُّ يوم لم تعصِ اللهَ فيه فهو عيد .
                          • الكاتب : عبد المحسن الباوي .

كلُّ يوم لم تعصِ اللهَ فيه فهو عيد

 من المناسب أن نقف قليلاً عند مفهوم العيد شرعاً وعرفاً، وكيفية التعامل مع هذه المناسبة السعيدة، ومن هو الأولى بالفرح فيها؟ وردت مفردة العيد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) المائدة: 114، وواضح أن نبي الله عيسى(ع) حين دعا الله تبارك وتعالى بإنزال المائدة، قرن ذلك بالعيد على سبيل الشكر للمولى سبحانه على نعمته التي أنعمَ بها عليهم؛ وهذا ما تريده منا شريعتنا المحمدية السمحاء أن ننظر للعيد على أنه مناسبة لشكر الله تبارك وتعالى على توفيقه للطاعة والقرب، بعد الانتهاء من دورتين روحيتين على درجة بالغة من الأهمية وهما (شهر رمضان المبارك) والذي ينتهي بعيد الفطر، و(فريضة الحج) التي تنتهي بعيد الأضحى المبارك.
 يقول مولانا أمير المؤمنين(ع) في بعض الأعياد: (إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو يوم عيد)، يا لها من كلمة عظيمة فيها ما فيها من الدلالات التي تستحق التوقف عندها، والتأمل فيها ملياً، والانتهال من فيض عطائها.
 ويروى أن الإمام الحسن(ع) مرّ في يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون، فوقف على رؤوسهم فقال) :إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وقصر آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يُثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، وأيم الله لو كُشف الغطاء لعلموا أن المحسنَ مشغول بإحسانه، والمسيء مشغول بإساءته، ثم مضى).
 وللأسف الشديد أن العيد عند نسبة كبيرة من أفراد المجتمع يعد فرصة للتحلل من كافة القيود الدينية والسلوكية والأخلاقية.. فنراه يعطي لنفسه الحقَّ بالمرح والتهريج والتجاوز على حرية الآخرين بطريقة مشينة، كما نسمع عن ذلك في مدن الألعاب ومواطن الترفيه..! وحين يُسأل عن ذلك ويُلام، يجيبهم وكأنه هو المحق: (أوليس اليوم عيداً؟!!). 
نعم، إنه عيد، ولكنه عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه وطاعته، فعيد الفطر المبارك عيد الصائمين، وعيد الأضحى المبارك عيد الحجاج، والذي يثير الاستغراب أن طبقة عريضة ممن يهرّجون ويمرحون أيام العيد لا هم من الصائمين ولا من الحجاج..! فنقول له نحن بدورنا: هلا أخبرتنا بأي حق لك أن تفرح وتمرح وتظهر السرور؟
وبقي أن نقول: إن زينة الأعياد لا تقتصر على الملابس الجديدة والفاخرة وباهظة الثمن، فربما ذلك يحرج العوائل المتعففة والفقيرة التي لا تستطيع أن توفر لأبنائها ما تجاري به أبناء المنطقة من مظاهر ومشتريات لا تعدو كونها من الكماليات غير الضرورية في بعض الأحيان.. ولنستمع للرسول الأعظم(ص) حين يقول:) زيّنوا أعيادَكم بالتكبير (وعنه (ص)) :زيّنوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس). جعل الله تعالى أيامكم كلها أعياداً ومسرات بطاعة ربكم تبارك وتعالى.. إنه سميع قريب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159293
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29