• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قليلٌ من الإخلاص يقابلهُ نهرٌ ٍمن حب الناس ، وفي عبير ٍعِبرة .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

قليلٌ من الإخلاص يقابلهُ نهرٌ ٍمن حب الناس ، وفي عبير ٍعِبرة

 وأنا في طريقي لإذاعة الروضة الحسينية الكائنة في الصحن الحسيني الشريف لبث حلقة حول الشهيد المغدور عبير الخفاجي تساءلت في نفسي عن هذا الحزن والتعاطف لقطاع واسع من ابناء المحافظة بكاء ودموع ، حرقة وحسرة ، غضب وانزعاج وكأنهم فقدوا عزيزاً أو ذا رحم ، ترى لماذا ؟ لم نعتد على مثل هذا الحزن على مسؤول رحل قبله . وكأي مراقب لا يجانب الموضوعية عليه أن يجد عدة أسباب لردة الفعل هذه ، منها عادة البشر أنهم يندبون الراحل وان كانوا بالأمس يكنون له العداء كما قال الشاعر : لألفينك بعد الموت تندبني …. وفي حياتي مازودتني زادا

وربما لطريقة القتل المفجعة فالرجل مدني ومسالم وتم قتله ببرودة أعصاب ثم عاد القاتل ليقف على جسده الذي اردته رصاصاته ليتكلم معه بغضب وتشفي ( هكذا تبدو الايماءات ) ، فالمظلومية تبعث على التعاطف ،أو ربما لإنجازاته التي بدت على وجه كربلاء وشوارعها . وذهب ظني أبعد من ذلك ، للغيب وشأنه فقلت في نفسي ربما يكون الرجل من بين القليلين ممن أخلصوا في عملهم وكان همهم رضا الله وضمائرهم ولابد وأن يبارك الله في عمله ويقذف حبه في قلوب الناس لكي يُحتفى برحيله بهذا القدر . تلك خواطري وأنا في الطريق إلى الإذاعة وقبل دخولي الاستوديو التقاني أحد الصحفيين ممن أكن له الاحترام والتقدير فقال أتدري ما العبرة من ردة فعل الناس هذه ازاء الشهيد عبير ؟ قلت ماهي ؟ قال : العبرة إن الناس لا تعادي أحد وليس لها غاية سيئة مع مسؤول ، إننا شعب بسيط وميال للفطرة بإمكان المسؤول أن يكسب حبنا بقليل من الاخلاص وقليل من الانجاز لكي نقابله بنهر من الحب والتقدير ونبكي عليه عند فقده كما نبكي على عبير اليوم . "قليل من الإخلاص يُقابَل بنهر من الحب "




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159337
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29