• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأنوار .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

الأنوار

(لم يكن هو النور بل ليشهد للنور).
كل دين طُمست حقائقه لكي يبقى وحده في الساحة.
النور يخترق الظلمة ويُبدد وحشتها ولولا النور لما أبصرت عين الإنسان ولبقيت بصيرته وباصرته في ظلام دامس، أعمى البصيرة حتى لو كان تحت ضوء الشمس فهو أعمى.
الباصرة تضع الأشياء أمامك، والبصيرة تضعك أمام الأشياء، والنور أصناف ولعل أهمّ صنف منها هو نور العلم ونور، العلم يشع من آثار العلماء، فالعلماء منهم العالم ومنهم الجاهل، مثل الشجر والثمر، الشجر كثير ولكن ليس كله مثمر، والثمر كثير ولكن ليس كله حلو. ومن هنا وجب على من يبحث عن النور أن يجد النور الحقيقي.
لعل في قولي مجازفة ولكنه مبنيّ على اليقين القلبي فبعد دراسة ليست بالقليلة وجدت أنَّ الأنوار الأُولى التي شعّت على الكون وما فيه هي أنوار أرواح أشخاص كانت في بدايتها نوراً ولم تكن طينة لاطها بالبلة حتى لزبت وأصلدها حتى صلصلت.
نور تشضّى من النور الأوحد وقد لفت نظري قول في التوراة في سفر الخليقة يقول فيه: (في البدء خلق الله السماوات والأرض… وقال الله ليكن نور، فكان نور… وقال الله لتكن أنوارٌ لتفصل بين النهار والليل… فعمل الله النورين العظيمين : النور الأكبر، والنور الأصغر).(سفر التكوين1: 4)
من هذا النّص الموغل في القدم نستخلص: أنّ الله في ابتداء خلق العالم خلق (النور) ثم خلق (نورين عظيمين) ثم تلاهنّ بأن خلق (الأنوار)؛ والغاية من هذه الأنوار هو التفريق بين النور والظلمة أي الحق والباطل ويسري نورهم إلى يوم القيامة وفي العالم الآخر من لم يكن له نور فليس له من نور يمشي به في ظلمات يوم القيامة.
وتكون النتيجة ما يلي :
قال الله ليكن نور.. فكان نور فاطمة عليها السلام.. وقال الله لتكن أنوارٌ.. فكانت أنوار الأئمة عليهم السلام.
ثم عمل الله النورين العظيمين : النور الأكبر، والنور الأصغر.. النبي وعلي عليهما السلام.
عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قلت له: لم سميت فاطمة الزهراء، زهراء؟ فقال: «لأنّ الله عزّ وجل خلقها من نور عظمته».(علل الشرايع:1/180)
وروى محمد بن جرير الطبري عن ابن عباس قال: إنّ الله تعالى ابتلى الأرض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك فشكت إلى الله عزّ وجل، فقال عزّ وجل لجبرائيل عليه السلام: «خذ من نور فاطمة وضعه في قنديل وعلقه في قرط العرش»، ففعل جبرائيل عليه السلام ذلك، فأزهرت السموات السبع والأرضون السبع.(نور المعجزات:83. البحار:37/84)
في حين نرى أن لكل دين يوجد أثر من الأنوار المذكورة.
ففي اليهودية عمران ويوكابد زوجته وموسى وهارون واثنا عشر سبطاً.(سفر الخروج 6: 20)
وفي المسيحية مريم وعيسى واثنا عشر حوارياً.
وفي الإسلام الأنوار الكبرى محمد وعلي وفاطمة وأحد عشر إماماً.
الغريب أن يقول المفسرون المسيحيون بأنّ النور هو عيسى مع أنّهم يقرأون في الإنجيل نفي يوحنا أو يسوع بأنّهم النور كما نقرأ في إنجيل يوحنا (لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم).(إنجيل يوحنا 1: 8)
فلو كان يوحنا أو يسوع هما النور لقال النص: (النور الحقيقي أتى إلى العالم).
ولكن النص يتكلم عن القادم فيقول: (آتياً إلى العالم). أي سيأتي في المستقبل.
من هنا نستطيع أن نُحدد هوية الشاهد الذي قال عنه المسيح من خلال قول يسوع: (إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً.. الذي يشهد لي هو آخر هو السراج الموقد المنير).(إنجيل يوحنا 5: 35)
فمن هو هذا النور الذي يشهد ليسوع بأنّه حق وأنّه طاهر وليس ابن زنا وأنّه روح من الله.
هذا ما نراه واضحاً في سورة الأحزاب، قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيرا}.[الأحزاب:45-46] نعم لقد شهد هذا السراج المنير ليسوع.
وبذلك أصبحت شهادة يسوع للنور حقيقة واقعية صادقة من أنّ يسوع وأٌمّه ويوحنا ليسو الأنوار إنّما الأنوار آتية إلى هذا العالم.
فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه أَوَّلُ شَيْءٍ خَلَقَ اللهُ تَعَالَى مَا هُوَ؟ فَقَالَ: «نُورُ نَبِيِّكَ يَا جَابِرُ خَلَقَهُ اللهُ ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ كُلَّ خَيْرٍ».(البحار:15/24،ح42)
وَعَنْ جَابِرٍ أَيْضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ نُورِي ابْتَدَعَهُ مِنْ نُورِهِ وَاشْتَقَّهُ مِنْ جَلَالِ عَظَمَتِهِ».(البحار:15/24، ح43)
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَم عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلام قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ كَانَ إِذْ لَا كَانَ فَخَلَقَ الْكَانَ وَالْمَكَانَ وَخَلَقَ نُورَ الْأَنْوَارِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ وَأَجْرَى فِيهِ مِنْ نُورِهِ الَّذِي نُوِّرَتْ مِنْهُ الْأَنْوَارُ وَهُوَ النُّورُ الَّذِي خَلَقَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَعَلِيّاً فَلَمْ يَزَالا نُورَيْنِ أَوَّلَيْنِ إِذْ لَا شَيْءَ كُوِّنَ قَبْلَهُمَا فَلَمْ يَزَالا يَجْرِيَانِ طَاهِرَيْنِ مُطَهَّرَيْنِ فِي الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَةِ حَتَّى افْتَرَقَا فِي أَطْهَرِ طَاهِرِينَ فِي عَبْدِ اللهِ وَأَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَم».(الكافي الشريف:1/442، ح9)
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «…إِنَّ اللهَ خَلَقَنِي وَخَلَقَ عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللهُ آدَمَ حِينَ لاَ سَمَاءٌ مَبْنِيَّةٌ وَلاَ أَرْضٌ مَدْحِيَّةٌ وَلاَ ظُلْمَةٌ وَلاَ نُورٌ وَلاَ شَمْسٌ وَلاَ قَمَرٌ وَلاَ جَنَّةٌ وَلاَ نَارٌ… لَمَّا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَنَا تَكَلَّمَ كَلِمَةً خَلَقَ مِنْهَا نُوراً ثُمَّ تَكَلَّمَ كَلِمَةً أُخْرَى فَخَلَقَ مِنْهَا رُوحاً ثُمَّ مَزَجَ النُّورَ بِالرُّوحِ فَخَلَقَنِي وَخَلَقَ عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَكُنَّا نُسَبِّحُهُ حِينَ لاَ تَسْبِيحَ وَنُقَدِّسُهُ حِينَ لاَ تَقْدِيسَ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُنْشِئَ الصَّنْعَةَ فَتَقَ نُورِي فَخَلَقَ مِنْهُ الْعَرْشَ فَالْعَرْشُ مِنْ نُورِي وَنُورِي مِنْ نُورِ اللهِ وَنُورِي أَفْضَلُ مِنَ الْعَرْشِ، ثُمَّ فَتَقَ نُورَ أَخِي عَلِيٍّ فَخَلَقَ مِنْهُ الْمَلاَئِكَةَ فَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ نُورِ عَلِيٍّ وَنُورُ عَلِيٍّ مِنْ نُورِ اللهِ وَعَلِيٌّ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، ثُمَّ فَتَقَ نُورَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ فَخَلَقَ مِنْهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فَالسَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ مِنْ نُورِ ابْنَتِي فَاطِمَةَ وَنُورُ ابْنَتِي فَاطِمَةَ مِنْ نُورِ اللهِ وَابْنَتِي فَاطِمَةُ أَفْضَلُ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، ثُمَّ فَتَقَ نُورَ وَلَدِي الْحَسَنِ وَخَلَقَ مِنْهُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ فَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ مِنْ نُورِ وَلَدِيَ الْحَسَنِ وَنُورُ الْحَسَنِ مِنْ نُورِ اللهِ وَالْحَسَنُ أَفْضَلُ مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، ثُمَّ فَتَقَ نُورَ وَلَدِيَ الْحُسَيْنِ فَخَلَقَ مِنْهُ الْجَنَّةَ وَالْحُورَ الْعِينَ فَالْجَنَّةُ وَالْحُورُ الْعِينُ مِنْ نُورِ وَلَدِيَ الْحُسَيْنِ وَنُورُ وَلَدِيَ الْحُسَيْنِ مِنْ نُورِ اللهِ وَوَلَدِيَ الْحُسَيْنُ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَالْحُورِ الْعِينِ، ثُمَّ أَمَرَ اللهُ الظُّلُمَاتِ أَنْ تَمُرَّ عَلَى سَحَائِبِ الْقَطْرِ فَأَظْلَمَتِ السَّمَاوَاتُ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَضَجَّتِ الْمَلاَئِكَةُ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ وَقَالَتْ: إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا مُنْذُ خَلَقْتَنَا وَعَرَّفْتَنَا هَذِهِ الأَشْبَاحَ لَمْ نَرَ بُؤْساً فَبِحَقِّ هَذِهِ الأَشْبَاحِ إِلاَّ مَا كَشَفْتَ عَنَّا هَذِهِ الظُّلْمَةَ، فَأَخْرَجَ اللهُ مِنْ نُورِ ابْنَتِي فَاطِمَةَ قَنَادِيلَ فَعَلَّقَهَا فِي بُطْنَانِ الْعَرْشِ فَأَزْهَرَتْ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ثُمَّ أَشْرَقَتْ بِنُورِهَا فَلأَجْلِ ذَلِكَ سُمِّيَتْ الزَّهْرَاءَ فَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ: إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا لِمَنْ هَذَا النُّورُ الزَّاهِرُ الَّذِي قَدْ أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ؟ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهَا: هَذَا نُورٌ اخْتَرَعْتُهُ مِنْ نُورِ جَلاَلِي لأَمَتِي فَاطِمَةَ ابْنَةِ حَبِيبِي وَزَوْجَةِ وَلِيِّي وَأَخِي نَبِيِّي وَأَبِي حُجَجِي عَلَى عِبَادِي أُشْهِدُكُمْ مَلاَئِكَتِي أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَ تَسْبِيحِكُمْ وَتَقْدِيسكُمْ لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ وَشِيعَتِهَا وَمُحِبِّيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ…».(تأويل الآيات الظاهرة:144-145)


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2021/09/12 .

{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور35] .



انه الله والنبي والوصي.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159361
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19