• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ناغته طفلا فوفّى كهلاً .. هديَتي لهما عَليهما السَّلام . . .
                          • الكاتب : الشيخ ستار الزهيري .

ناغته طفلا فوفّى كهلاً .. هديَتي لهما عَليهما السَّلام . .

 { أمُّ البنينِ وقمرُ البنين }

ما  بَينَ طرفَيها  خَيالٌ  أحمَرُ
 وأَناملٌ   فيها   تَموجُ   الأنْهُرُ

ومَحاسنٌ  تَخطو بيومِ كريهَةٍ
لجلالِها  قالَ الرَّدى  لا  تَعبروا

أَهوى على نَهرِ الفُراتِ  يَشمُّهُ
فأتى  شذى  أمُّ البنينِ  يُحذِّرُ

أَبُنَيَ لا تشربْ .. أخوكَ مُعَذَّبٌ
ومحالبي مأوى  إليكَ  وكوثَرُ

وكأنَّهُ _حيثُ استَدارَ _ مُعاتِبا
أُماهُ   إنِّي  من  وَفائِكِ   بَيدَرُ 

نظَرَتْ إلى عينَيهِ بَرقَةَ  باسِلٍ
فأَتى   خَيالٌ  بالمَنيّةِ   مُسفِرُ

ومَجالُ خَيلٍ والصّراعُ مُؤَجَجٌ
 ولواءُ  نَصرٍ  بالشَّهامَةِ  يَقطِرُ

إحداهُما كالسَّهمِ يَمرُقُ  حُلمُها
ونَجيعُ   أُخرى  بالنَّعيمِ  يُفَسَّرُ

وعَمودُ حقدٍ في مَفارِقِ كَوكَبٍ
لمّا  هوى  سالَ الضِّياءُ  الأَزهَرُ

والكفُّ   فَتحٌ   يَستَبدُّ   بكربلا
ويَمينُهُ     سِرُّ    عَظيمٌ    أكبرُ

فإذا  بَكى  عَلِمَتْ  بأنَّ وليدَها
ذَكَرَ  الحَرائرَ  والحَمائِمَ  تُؤسرُ

ورَأَتْ حُساماً في قِماطِ مهابةٍ
يأبى الوِثاقَ وفي الوَغى يَتَبَختَرُ

ورأتْ  على كَفَّيهِ غُرفَةَ هازئٍ
ولقدسِها  راحَ   المَليكُُ   يُكَبِّرُ

ورأَتْ   بمُقلَتهِ    مَلامِحَ   أمّهِ
ويَطِلُّ منها  كُلُّ  حينٍ   حَيدَرُ

وبكتفهِ  عَصَفَ  اللُّهاثُ  بقِربَةٍ
خُرِقَتْ وعَبدُ اللهِ فيها الأَصغَرُ

وبوَجهِهِ رُسِمَتْ مَلامِحُ فارِسٍ
رَغمَ  الطّفولَةِ يَفتَديهِ العَسكَرُ

والطِّفلُ  يَغفو حيثُ تَغفو أمُّهُ
وبعَينهِ  سَكَنَ  المَصيرُ الأَخطَرُ
 
أما معَ الحَوراءِ يَخشى غَفوَةً
يَبقى ليومِ الطَّفِّ  عَيناً  تَسهَرُ

كي لا تَحُسَ بأنَّ عَينَ  كَفيلِها
تَغفو   بيومِ  الطَّفِّ  أو  تَتَغيرُ

طِفلٌ رأى في  عَينِ  أمّهِ رغبةً
في ما يَراهُ الطِّفلُ حينَ يُكركِرُ

في أنَّها تَهوى  صَليلَ  مُحارِبٍ
 ضحكاتُهُ في يَومِ حَربٍ تَسعَرُ

فأَتى بها هَيجاءَ صاخِبَةَ المَدى
فيها  لِفارِسِ  قَرزَلٍ*  ما  يُذكرُ

ولأمِّهِ     أمِّ    البَنينِ     حِكايَةٌ
عُظمى بيومِ ألطَّفِ عِطراً تُنشَرُ

ولأنَّهُ    يَنوي    الوَفاءَ     لأمِّهِ
أعطى  لزَينَبَ  ما تَشاءُ  وتَأمُرُ

حتى هَوى فوقَ السَّماءِ مُقطَعاً
ويَصيحُ يا أُختاهُ عندي  الأكثَرُ

شبّهتُهُ    صَقراً    فراقَ    لِعَمِّهِ
فالعَمُّ صَقرٌ  في الجَنائنِ جَعفَرُ

ذكرَ اهتزازَ الأَرضِ عندَ هجومِهِ
فاهتَزَ  منْ  ذِكرِ  المَلاحِمِ  مِنبَرُ

هذا  لعَمري  مُعجِزٌ  عَجَباً  بمَنْ
تروي   لنا   أمُّ   البنينِ   وتُخبرُ

جَدَليةٌ   تِلكَ   العِلاقَةُ    بينَهُمْ
أمٌّ    وأُختٌ   والكَفيلُ   المُقمِرُ

*   *   *   *   *   *   *   *   *

* (عامر بن الطفيل الكلابي العامري الهوازني شاعر جاهلي وفارس فتاك وسيد من سادات بني جعفر بن كلاب من بني عامر بن صعصعة من قبيلة هوازن.)
فارس قرزل ومُلاعِب الأسنة فهو جد أعلى لأمّ البنين لأبيها ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159403
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 11