بسم الله الرحمن الرحيم
▪️الغِبطة: هي أنْ يتمنَّى المرء مثل ما للمغبوط من النعمة، من غير أنْ يتمنَّى زوالها عنه، وهي ممدوحة في الروايات، بخلاف الحسد الذي يعني تمنِّي زوال النعمة عن الغير.
▪️أبو الفضل العبَّاس يغبطه الشهداء:
▪️روى الصدوق في الخِصال بسنده عن ثابت بن أبي صفية قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : رحم الله العبَّاس ... إلى أنْ قال عليه السلام: وإنَّ للعبَّاس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة(1).
▪️ إنَّ قوله عليه السلام: « جميع الشهداء » عامٌّ يشمل كلَّ الشهداء، وعليه فكلُّ شهيدٍ في يوم القيامة « يغبط » مولانا أبا الفضل العبَّاس صلوات الله عليه.
▪️حمزة وجعفر من الشهداء:
▪️لا يخفى على المؤمنين فضل ومقام حمزة بن عبد المطَّلب عليه السلام وأنه سيِّد الشهداء في زمانه، وكذلك جعفر بن أبي طالب صلوات الله عليه الذي عوَّضه الله تعالى بجناحين يطير بهما في الجنة.
▪️ففي الكافي بسنده عن الأصبغ بن نباتة الحنظلي قال: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام يوم افتتح البصرة...إلى أنْ قال عليه السلام: ألا وأنَّ أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطَّلب، وجعفر بن أبي طالب(2).
▪️وفيه أيضاً بسنده عن يوسف بن أبي سعيد قال: كنتُ عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم فقال لي: إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق، كان نوح صلَّى الله عليه أوَّل من يُدعى به فيقال له: هل بلَّغت؟ فيقول: نعم. فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمَّد بن عبدالله... فيقول صلَّى الله عليه وآله: يا جعفر يا حمزة اذهبا واشهدا له أنه قد بلَّغ(3).
▪️ أقول: إذا كان حمزة بن عبد المطَّلب وجعفر بن أبي طالب عليهما السلام ممن يشهد على نبوَّة الأنبياء العظام، ومع ذلك يغبطان أبا الفضل العبَّاس صلوات الله عليه، فأي منزلةٍ ومقام قد حازه روحي فداه؟! صلَّى الله عليك يا أبا الفضل العبَّاس، ولعن الله من شرِك في دمك من الأوَّلين والآخرين.
|