• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : أسرى به .
                          • الكاتب : الشيخ ستار الزهيري .

أسرى به

 أَسرى  بهِ  طَيفٌ  فَجَدَّ مُهرولا 

يَهبُ الشَّهادَةَ  والَحَميَّةَ  مَعقلا

لم  يُبقهِ  بَعدَ  الزَّمانِ   مُخَلداً
إلّا  هَوَىً  قبلَ  الزَّمانِ  مُؤَمِلا

من  بينِ  كَفَّيهِ   تَراجِمُ   جَدِّهِ
وَعلى مُهَنَّدِهِ  نُبوءاتُ  الأُلى ..

كانوا يَرونَ المُستَحيلَ  بيومِهِ
في المُمكناتِ  مُجسَّداً مُتَمَثِّلا

وبِنَفسِهِ  ديوانُ  رَفضٍ   هائِلٍ
ما فيهِ غيرُ مَواقِفٍ  بَدَأَتْ  بِلا 

والنّاسُ كُلُّ النّاسِ في أَجفانِهِ
تَغفوا على مُقَلٍ وتَحلَمُ  بالعُلا  

لم أدرِ  كَيفَ تَوَحَّدَتْ في أَمرِهِ
فَقدُ النَّصيرِ  وعِندَهُ  كُلُّ  المَلا

أمْ كيفَ عاشَ العُمرَ دونَ تَمَرُّدٍ
في وجهِ من شَرِبَ الخِيانَةَ أَوَّلا

لَمّا  أَتاهُ  المَوتُ  ضَيفَ  مُؤَمِّلٍ
مَسَكَ الحُسينُ بِرَحلِهِ كَي يَنزِلا

فتَعَجَبَ   المَوتُ  الكريهُ   لأنَّهُ
وجَدَ  الحُسينَ مُهَلِّلاً  مُستَقبِلا

يا مُعطِياً  عينَ  المَجرَّةِ  نورَها
يا حامِلاً  غُرَرَ  النَّجابَةِ  مِشعَلا  

أُنبيكَ   أَن  السّالكينَ   لوهجِها
لَم  يَألَفوا   فيها  سِواكَ  مُبَجَّلا

لَم  يَملِكُ  الماضونَ  فيها  ذَرَّةً
وهيَ التي مَلَكَتْ  بكفِّكَ  مَنزِلا

ذاكَ الحسينُ الفَتحُ تحتَ ظِلالِهِ
من لم يَكنْ في ظِلّهِ .. قد ضُلِّلا
   
لم يبقَ نَجمٌ في السَّماءِ ولا أَرى
لا  مُدبِراً _ من دونهِ_ أو  مُقبِلا

أَبداً   ولا   مَلَكاً   يَرِفُّ  جَناحُهُ
إلّا    بِدَمِ      الرّاحلينَ     مُبَلَّلا

يا مَنْ رأى وَجهَ السَّماءِ مُمَزقاً
وبجَنبهِ  القَمرُ  المُضيءُ  مُرَمَّلا

دَعْ هاطِلاتِ الدَّمعِ غَيثاً ساخِناً
واسمعْ  لإيقاعِ  السَّما  مُتَسائِلا

من أين للشَّمسِ العَظيمَةِ  مَطلَعٌ
إنْ لمْ تَكُنْ في الكَوْنِ عَرصَةُ كربَلا 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159495
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 11