\"تره اللي يبوك الوطن مثل اللي يزني بأخته\" هكذا وصفت الشاعرة والروائية العراقية وفاء عبدالرزاق مفسدي الجيوب والنفوس في بلدنا اثناء امسيه شعريه اقيمت في اتحاد الكتاب الاماراتيين.
اعذروني لم اجد \"اللي يبوك الوطن مثل اللي يزني بأخته\" تعبيراً لائق او شعري انه تعبير فج وسطحي واي قائل يستطيع ان يقول على غراره اي شئ مثلا \" اللي يعوف الوطن مثل اللي يزني بامه\". ليس سوى ايجاد علاقه بين شيئين لا رابط بينهما وربطمها بمفاهيم الشرف او الجنس او بصوره عامه استخدام الشتيمه الايروتيكيه . ما علاقه السرقه بالزنى سوى نوع من الشتيمه الجنسيه الشائعه في المجتمع العراقي.
من الشعارات التي ظهرت في زمن صدام الشعار الذي يقول \" من لا يخلص في عمله لا شرف له\" ، مفهوم الشرف في الشعار الصدامي هو المفهوم الشرقي للشرف. المفهوم الذي اشار له الشاعر العربي
لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم
الشرف هو رديف العرض. فما علاقه اخلاص العمل بالشرف سوى ايجاد رابط ايروسي بينهما.
كانت هناك عاهره مخلصه لعملها (وهذه المهنه من اقدم المهن في التاريخ) ، وفي احد المرات عندما غادرها احد الزبائن اخذ يمدحها انها \"حقاً شريفه ومن اشرف الشريفات\" فاستغرب احد اصدقاءه اشد الاستغراب واستفسر منه \"كيف تكون اشرف الشريفات وهي من اشهر العاهرات\" فأجابه باللهجه العراقيه \" لك خوش تنطي ..........\"
ما زالت القيم الجنسيه القبليه هي السائده في ذهنية الشاعر والاديب العراقي. فقد اقتصر مفهوم الشرف عند الشرقيين على عورات نساءهم ، اليس ذلك اختزال مخل لمفهوم الشرف وقيمه . الرجل يسرق وينهب ويسلب ويكذب ويزور وووووووووووووووووووووووووووو..................وهو شريف عند قومه. القيم الجنسيه القبليه هي معيار الشرف وليس الصدق والامانه والنزاهه والوفاء وعدم نكث العهود والاخلاص ......الخ التي هي معايير الشرف في المجتمعات الغربيه.حتى اننا عندما نريد ان نطعن بنزاهة الرجل نطعن بعلاقاته الجنسيه . هل يختلف المثقف العراقي عن أبن الشارع الذي سرعان ما يرمي من يختلف معه ابسط خلاف بـــ \"أبن القحبه\" او اذا كانت انثى فيصمها بال\"بربوك\" او \"العاهره\"، ماذا عن قول الشاعر الكبير مظفر النواب \"اولاد القحبه ...القدس عروس عروبتكم\"، الم يكُ شتاما كبيرا بقاموس لغوي استقاه من الشارع العراقي الزاخر ، لا اتحدث عن شخصيه الشاعر او الشاعره الذين احترمهما حتى لو اختلفت معهما ، اتحدث عن اللغه الشعريه والاسفاف الذي ينجر له الشاعر بعض الاحيان دون ان يقصد.
برايي ان مفهوم الزنى قد تم توظيفه في هذا \"البيت الشعري\" بطريقه فجه غير شعريه على العكس من الشاعره الشعبيه التراثيه التي وظفته في احد الدارميات توظيفاً شعريا رائعا للتعبير عن حالها في هذه الدنيا ; حال الخوف والرهبه والتكتم والصمت:
الدنيا للتهواه ترگص امفرعه (دون غطاء للرأس)
ومثل ام نغل(الزانيه الحامل سفاحا) وياي اس لا اطلعه
الزانيه تمارس الزنى بارادتها وبرغبتها وليس رغماً عنها وهو سلوك مرفوض شرعا وعرفا، ولا فرق ان يزني الرجل باخته او بـــ\"الغريبه\" او تزني المرأه باخيها او الرجل الغريب \"وليس هناك مراتبيه في الزنى او في السرقه الذي يحاول البيت الشعري المشار له ان يوحيه لنا\"
تقول احدى الشاعرات الشعبيات \"ظل ابچي ما خليك ترضع حليبي
انت وابوك اتروح فدوه الحبيبي \"
مثال لامرأه متزوجه لكنها تفضل من طرف خفي رضاعة حبيبها
وهل يتقبل المثقف العراقي الرأي الاخر ويراجع المنظومه الايروتيكيه الشتائميه في شعره ؟
اشك في ذلك ، أن اكثرهم لم يصلوا الى سن الرشد بعد ، وانهم سرعان ما يدفنوا رؤوسهم في الرمل لكي لا يسمعوا منتقديهم .
بسبب استخدامها شتيمه ايروتيكيه في \"بيت شعر\" ، فأن \"شاعره\" عراقيه تحذف منتقدها من قائمه \"اصدقاء\" الفيس بوك، لتكشف عن طبيعتها الاقصائيه للاخر.
ما زال المثقف العراقي يعيش ازدواجيه بين فكره وسلوكه فهو ديمقراطي المظهر دكتاتوري الجوهر.
|