تَعبَتْ بهِ الأيامُ حَملاً أوحَدا
ولصبرِهِ سَجَدَ المَليكُ مُوَحِدا
حَملَتْ بهِ أرضُ الطُّفوفِ .. وسائِلٍ
فمتى سَتُنجِبُ للغياهِبِ فَرقَدا
يا مُثقَلَ الوَعيِ العَميقِ تَجَلّياً
فيما أَراكَ المُستحيلَ الأَبعَدا
مَنْ ذا سَيُدركُ رَفَّةَ العِشقِ الذي
في خافقَيكَ مُجَلْجِلاً مُتَمَرِّدا
لا النَّهرُ يَعرفُ سِرَّ دَمعَتِكَ التي
سالَتْ ولا عَرَفَ الهبوبُ المَقصَدا
يبدو لنا التاريخُ أمراً ماضِياً
لكنْ على ذكراكَ عادَ مُجَدِّدا
كُلُّ المَقاييسِ انتَهَينَ بكَربَلا
إلاكَ تَبقى للحَقيقَةِ مُرشِدا
كانَتْ لَهُ كُلُّ الأَماكنِ مَنزِلاً
وتَحَوَّلَتْ بعدَ الشَّهادَة ِ مَرقَدا
فيهِ اجتَمَعنَ الماضياتُ وأَمسُها
وبهِ وَلَدنَ المُستَفيقاتُ الغَدا
من يَرتَجي لُقيا الحُسينِ فَحسبُهُ
سيَرى بحَدِّ المُرهَفاتِ المَوعِدا
* * * * * * * * * *
سَقَطَ الزَّمانُ على ضميرٍ مقفرٍ
والليلُ في كُلِّ الوجودِ تَسَرمَّدا
يا سيدي خَلَعَ الفراتُ حياءَهُ
وبدا كناموسِ الأميرِ مُمَرَّدا
لا يستحي من أحمدٍ ... ونساؤُهُ
يَندُبنَّ للسترِ الجريح محمدا
ولقد مَرَرنَ على شواطئِ محنةِ
ورَأينَ فيها للمروءَةِ مَشْهدا
وتُجَمِّعُ الكفَّينَ شيمةُ فارسٍ
ليَخُطَّ فيها للكفالةِ سُؤْدَدا
لما أصابَ السَّهمُ عَينَ لوائِهِ
حِمَماً تَلَظّى وَسطَ عاديَةِ العِدى
لمّا دَعاهُ المَوتُ يُنجِزُ وَعدَهُ
قَذَفَ السَّلامةَ وارتمى فَوقَ الرَّدى
سُقياً ليومِكَ حيثُ أَبرأَ يَوْمَنا
وبغَيرِ عاشوراءِ كانَ الأَرمَدا
حتى إذا نَدِمَ الزَّمانُ لجُرمِهِ
أرسى عليهِ من المَشاعرِ مَسجِدا
ذَهَبَ الجَميعُ إلى رُكامِ سَفالَةٍ
بَقيَ الحُسينُ وَمَنْ فَداهُ مُخَلَّدا
|