• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسيرة علم وعمل وجهاد .
                          • الكاتب : سعد العابدي .

مسيرة علم وعمل وجهاد


ثمانون عاما ونيف تلك هي أعوام عمره الشريف كانت حافلة بالعلم والعمل والصبر والجهاد والتقوى والورع، نشأ وتربى على مائدة العلم والفقه على يد كبار علماء عصره ومنهم والده والسيد محسن الحكيم والشيخ حسين الحلي والسيد أبو القاسم الخوئي قدس الله أسرارهم جميعا اشتغل بالتدريس في وقت مبكر من شبابه فبعد أن أكمل تدريس السطوح العليا لعدة دورات شرع في عام عام ١٣٨٨ هـ 
في بتدريس البحث الخارج على كفاية الأصول والمكاسب في الفقه والفقه الأستدلالي وأستمر بتدريس البحث الخارج الى اخر أيام حياته رغم الظروف الصحية وكبر سنه رضوان الله عليه 
لقد عانى المرجع الفقيد كباقي العلماء من أسرة آل الحكيم ظروف الاعتقال القاسية التي مرّت به منذ عام ١٤٠٣ هـ لحين عام ١٤١١ هـ،
ولم يثنه ذلك عن طلب العلم حتى في تلك الظروف العصيبة كما يروي نجله الأكبر سماحة السيد محمد حسين الحكيم، وكانت للمرجع الأعلى الحكيم رعايته الخاصة لطلبة العلوم الدينية من العراقيين والعرب والأجانب الذين يأتون للنجف الأشرف طلبا للعلم في الحوزة العلمية، وأيضا كانت له رضوان الله عليه مواقف ثابته عرف بها في دفاعه عن وحدة العراق وشعبه وجميع أطيافه وأقلياته وكذلك لم يأل جهدا في الدفاع عن شيعة آل البيت عليهم السلام في العالم حاضرا في كل المواقف التي تعزز من روح الاخوة والتسامح ونبذ العنف والطائفية، والحوار بين الأديان ورعايته لمؤسسة الحوار بين الأديان وكذلك حضوره الأجتماعي المميز في أيجاد الحلول للمشاكل التي تحدث بين العشائر أو القبائل ولطالما أوفد نجله حجة الإسلام والمسلمين في كثير من المشاكل التي كانت تهدد امن الناس وتنذر بخطر كبير،  ولقد كان للمرجع الفقيد المواقف الإنسانية النبيلة مستشعرا ما يعانيه أبناء هذا الشعب من اليتامى والفقراء من خلال رعايته وتبنيه إنشاء مؤسسه اليتيم الخيرية لتتكفل بألأف من اليتامى من أبناء الشهداء وغيرهم وكذلك اهتمامه بالشعائر الحسينية ودعمه ومشاركته المؤمنين من شيعة اهل البيت في زيارة الأربعين في كل عام، ورعايته للمبلغين والتبليغ الإسلامي في العراق وخارجه، وفِي جانب التأليف فقد كان يراعه الشريف ومداد قلمه صادعا بالولاية والحق وتثبيت دعائم الدين في نفوس المؤمنين ورد الشبهات العقائدية وأباطيل المبتدعين والمنحرفين، إن تلك المسيرة الحافلة بالعطاء العلمي والفقهي والعقائدي والأخلاقي والإجتماعي لهي محل فخر واعتزاز لكل شيعي ومسلم شريف، لقد كان سماحة المرجع الفقيد نموذجا للعالم العامل العارف والبصير بشؤون المرجعية والعراق والعالم.
لقد فقد العراق بفقده رجلا فذا ومدافعا صلبا وجبلا شامخا وصوتا مدويا بالحق يحسب له الف حساب.
وفقدنا اليوم عالما لا يشق له غبار ومرجعا كبيرا وابا صالحا وسندا حقيقيا حمل هم الدين والمؤمنين.. 
رحم الله سيدنا الفقيد والهم أسرته وأسرة آل الحكيم الصبر والسلوان ، ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
# سعد العابدي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159936
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 09 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2