اهمية دراسة صلح الامام الحسن (عليه السلام) 
صلح الامام الحسن من الاحداث التاريخية ذات الابعاد المهمة من الناحية العقائدية والفقهية والاجتماعية والسياسية، كما يعتبر الصلح مسألة مهمة في تاريخ المسلمين حيث يكشف عن طبيعة الواقع السياسي الذي ساد البلاد الاسلامية بعد رحيل النبي (صلى الله عليه واله).
وهذا البحث يتناول الجذور التاريخية في الواقع السياسي التي انتهت الى سيطرة معاوية بن ابي سفيان على مقدرات الامة الاسلامية، وتحويل ادارة البلاد الى النظام الوراثي القبلي، كما يتطرق الى المشكلة الاجتماعية التي اضطرت الامام الحسن (عليه السلام) الى ترك المواجهة المسلحة والتحول من موقع القيادة الى موقع المعارضة السياسية.
ان من المسائل المهمة التي ينبغي عدم اغفالها ان الصراع بين الامام الحسن (عليه السلام) ومعاوية ومن قبله الصراع بين امير المؤمنين (عليه السلام) وقريش ثم بينه وبين معاوية لم يكن صراعاً سياسياً مجرداً، بل كان صراعاً حضارياً، صراع بين الحضارة الاسلامية الالهية التي رسم حدودها القران الكريم والسنة  (صلى الله عليه واله)، والجاهلية التي استمدت بقاؤها من القدرة الخاصة لقريش عامة وبني امية خاصة بعد ان تلبست بثوب الاسلام فاحتفظت بطقوسه للسيطرة على المجتمعات التي تمكن الاسلام من اخضاعها لدولة الحضارة الاسلامية، وباحكامه المالية لدعم خزينة الدولة وسيطرة الحاكم، انه صراع ازلي بين الحق والباطل، بين رجال الله ورجال الدنيا.
يقع البحث في عدة مباحث:
المبحث الاول: القيادة بين القرآن وقريش
المبحث الثاني: الجذور التاريخية لصلح الامام الحسن (عليه السلام) 
المبحث الثالث: العوامل الاجتماعية لصلح الامام الحسن (عليه السلام) 
الخاتمة.