• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءة في صلح الامام الحسن (عليه السلام)(5) القيادة بين القرآن وقريش (4) .
                          • الكاتب : السيد عبد الستار الجابري .

قراءة في صلح الامام الحسن (عليه السلام)(5) القيادة بين القرآن وقريش (4)

خاضت قريش ضد الدولة النبوية حربين ضروسين، دون ان تستعين باحد من العرب او غيرهم هما معركة بدر واحد، ولما يأست من استئصال دولة النبي (صلى الله عليه واله) سارعت الى اجابة اليهود للقضاء على الدولة النبوية فحشدت العرب حتى بلغ عديد جيشها اكثر من عشرين الف مقاتل في غزوة الاحزاب، ونكث اليهود معاهداتهم مع النبي (صلى الله عليه واله)، حتى اذا اخزى الله قريشاً وعادت وقبائل العرب تجر اذيال الخيبة، كان ذلك وقت الايذان بزوال قدرة قريش وظهور الدولة النبوية كقدرة سياسية وعسكرية بديلة عن قريش وسطوتها، فلم تمض الايام حتى غادر النبي (صلى الله عليه واله) المدينة مصطحباً البدن معه لأداء العمرة في شهر رجب فلما وصل الحديبية خرجت قريش لمنعه وجرى هناك عقد الصلح بعد ان وجدت قريش ان النبي (صلى الله عليه واله) ومن معه مصممون على الموت ان استمرت قريش في غلوائها، فجرى الاتفاق على عودة النبي (صلى الله عليه واله) الى المدينة والعودة لاداء العمرة في السنة القادمة على ان تفرغ قريش له مكة ثلاثة ايام، وان تختار القبائل التحالف معه او مع قريش وان تحترم قريش من يتعاهد مع النبي (صلى الله عليه واله) وبذلك اعترفت قريش رسمياً بالدولة النبوية فالتحق من القبائل من التحق بالنبي ومنهم خزاعة والتحق من اراد منهم بقريش ومنهم بنو بكر، وبعد صلح الحديبية التحق خالد بن الوليد المخزومي وعمرو بن العاص السهمي بدولة النبي (صلى الله عليه واله)، بعد ان اتضح لهما افول الدور الكبير لقريش - خاصة ولم يكن لهاتين القبليتين في المدينة شخصية بارزة - ولم تمض سنتان حتى اعانت قريش بكراً في حربها ضد خزاعة، ونقضت بذلك العهد الذي ابرمته مع النبي (صلى الله عليه واله) في الحديبية ففتح الله مكة للنبي (صلى الله عليه واله) ولم تمض سنة بعد ذلك حتى امتد سلطان النبي (صلى الله عليه واله) من بحر العرب جنوباً الى حدود العراق وبلاد الشام شمالاً .
وعلى مدى هذه السنوات الطوال من تاريخ الاسلام كان القران آناء الليل واطراف النهار ينادي بان بني ادم على صنفين صنف اصطفاه الله وصنف بشر عاديين ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ 
ويدلهم القران العزيز في اياته الكريمة الى ان الامامة هي عهد الله تعالى وان الظالمين لن ينالهم العهد الالهي فهم ليسوا اهلا للامامة ﴿وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=160637
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 09 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2