• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : لا مشهد الآن .
                          • الكاتب : سلمان عبد الاعلى .

لا مشهد الآن

 المشهد الآن 

أنَّ الأرض واقفةٌ 
وأنَّ دورتها مدفوعة الثمنِ 

..

وأنَّنِي دُرتُ بالأرض التي سكنت 
ولم أجدْ في مداري مشهد السكنِ

..

المشهد الآن 
أن الروح سادرة
والجسم لمَّا يعي 
ما العلُّ في البدنِ 

..

كماسك الترب بالقبضات من شغفٍ 
وهو الشريد عن الإحساس بالوطنِ 

..

لا مشهد الآن 
كل الكون منطفئ 
في عين إغفاءة 
مسلوبة الوسنِ 

..

والانطفاء إمام الضوء 
كيف به ساوى مع العتم 
أعمى مثل مرتهنِ

..

أن يفقد الشاعر الإحساس 
أن تتخلى الشمس 
عن بردة الأضواءِ للدمنِ 

..

أن يصبح المرء 
أولى بالنقيض لكي يستخرج الذات
من بئر إلى العلنِ 

..

أن يصبح البحر مرسى 
وهو مقتلع من الشواطي 
بقايا سطوة الرسنِ 

..

لا مشهد الآن 
إلا في العبادة للأصنام 
من بعد رفع الفأس عن وثنِ 

..

وفي سقوط إله
من توسُّمِه الأعلى 
لتخميننا ما القاع 
للأسنِ 

..

فلسنتعد من رسوم الكون 
أخيلة الألوانِ 
فاللون فينا باهت ووني 

..

ولنستعد أمرنا من كفِّ مرجئه 
حيث المصير المرجَّى من جمال كنِ 

..

ولنرسم الصوت نهراً 
والغمام كغاباتِ من الخضل 
حتى هزَّة المُزُنِ

..

لا مشهد الآن إلا وجه صحوتنا 
أو وجه غفوتنا
عن ذئبنا الفطنِ 

..

أولى بنا الذئب 
في نفض الهزائم عن ناب 
نغادر فيها سنَّه اللبني

..

نصحح السوءة الكبرى لغفلتنا 
لسنا التوسط بين النوم والكفنِ

..

بل التوسط 
بين الصبح أشرعة للضوء 
والمغرب المهجوس بالمدنِ 

..

حتى نقارب رقَّاصاً لساعتنا 
يثبِّتُ الزمن المسروق من زمنِ 

..

ويستعيد نشوء الخبز 
دون رحى طحنٍ 
ودون امتزاج القوت بالإحنِ 

..

يا مشهديَّتنا عن موقعيِّتنا 
من دون مسرحها المشبوه بالشجنِ 

..

المستعادون منا غادروا ومضوا 
شكل استعادتهم طيف من الحزن 

..

والمرجؤون بقوا للافتتان بهم 
وليس فيهم مزايا حُسْنِ مُفتَتَنِ
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=160844
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 10 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28