• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ياأبناء العراق العزيز ... أحذروا ..قنوات الفتنة والجريمة والإرهاب ...!! .
                          • الكاتب : عبد الهادي البابي .

ياأبناء العراق العزيز ... أحذروا ..قنوات الفتنة والجريمة والإرهاب ...!!

 لأول مرة وجدت نفسي عاجزاً - ولعدة أيام- عن أيجاد تفسير مقنع عن سبب التصعيد الجنوني لبعض القنوات العربية في خطابها التحريضي المكشوف أتجاه الشعب العراقي في الآونة الأخيرة ، خصوصاً بعد أختتام قمة بغداد ...فقد لاحظت بأن هذه القنوات أمثال صفا وبيان ووصال والخليجية والبرهان والجزيرة وغيرها قررت - وبدفعة واحدة-  إلغاء وتحطيم كل شيء في هذا البلد ...إلغاء التاريخ والحضارة والدين والتكوينات الأجتماعية فيه ...إلغاء التضحيات الكبيرة والدماء الزكية وقوافل الشهداء التي دفعها أبناء الشعب العراقي طوال تاريخهم الضارب في عمق الإنسانية- طبعاً ماعدى تضحيات (الشهيد السعيد) أبو مصعب الزرقاوي وبقية الذباحين والأنتحاريين الذين الآن هم في الفردوس الأعلى مع رسول الله (ص) حسب نظرية هذه القنوات السلفية  ..!!
أنها قنوات تنبح وتهّر هرير الكلاب يومياً ...وتطعن بالرموز الوطنية والدينية والتاريخية لهذا البلد المحترم...فليس لها شغل سوى عرض البرامج المتلاحقة عن عمالة الشيعة (الرافضة) للأحتلال الأمريكي ، ثم للأحتلال الصفوي ، وقبلها عمالة الشيعة للأحتلال المغولي - ولاأدري لماذا لايذكرون عمالة الشيعة للأحتلال التركي للعراق الذي أستمر أكثر من 400عام حيث وجدنا ثلاثة أرباع عجائزنا يتحدثن باللغة التركية وليس الفارسية وحتى الآن هن يحملن شهادة الجنسية العثمانية – وكذلك الحديث السمج عن فساد أخلاق الشيعة وشبهات عقيدتهم ،ولا كأن الشيعة شعب كبير وأصيل يعيش في هذا البلد منذ فجر التاريخ وحتى اليوم ..وهم مكون أصلي وأساسي من مكونات هذا الشعب العريق ..!!
ولطالما لاحظنا أن هذه القنوات المشبوهة تستضيف في برامجها مجموعة من المهرجين - والمروجين- من المصابين والمأزومين بعقدة النقص الذين يتطاولون على أبناء هذا الوطن ويستهينون بتضحيات شهدائه ومواقف رجاله الوطنية ..!
فكم مرة سمعت من بعض الأفاكين التافهين في أكثر من قناة من قنوات التحريض والجريمة وهم يتطاولون على المفكر الأسلامي الكبير الشهيد محمد باقر الصدر ويصفونه بالعميل الخائن ..!! محمد باقر الصدر الذي قال عنه العلماء الروس والعلماءالفرنسييون بأنه مفخرة العصر الحديث وذلك بعد طرح نظريته الأقتصادية الوسطى - أقتصادنا- التي ذاعت شهرتها في سبعينيات القرن الماضي وأبهرت العلماء والباحثين في كل أنحاء العالم .. !!
وتهجمهم كذلك على الصدر الثاني وعلى السيد الحكيم وأسرته المجاهدة وعلى كل علماء الشيعة الأجلاء ..الذين لم تخرج منهم كلمة واحدة تسيء لأى أحد من المسلمين ..فهذا السيد السيستاني كم شتموه وسبّوه ولعنوه وقالوا فيه مالانستطيع أن نّسود به صفحات هذا الموضوع ..ولكنه لم يرد عليهم ..ولم يقل إلا خيراً ...( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً )  !!
وهناك أسطوانة مشروخة دائماً تعيدها وتكررها هذه القنوات المأجورة وهي :أن الشيعة قَتلوا السنة وأبادوهم وشردوهم .!!وبالواقع أن الشيعة هم الذين أستُهدفوا وقُتلوا بواسطة التفجيرات الأرهابية الشاملة والأحزمة الناسفة والذبح العشوائي على الهوية ودمرت مراقد أئمتهم وأحرقت حسينياتهم ...وإذا كان قد حصل شيء هنا وهناك من ردود الأفعال فهو مجرد رد فعل على جرائم فضيعة أرتكبت على أيدي الأرهابيين من دعاة القتل والتكفير بحق أبناء الطائفة الشيعية وجميع أبناء الشعب العراقي ..!!
وبعد أن أفصحت هذه القنوات المأجورة عن أهدافها الحقيقية وهو التحذير المتكرر من المد الشيعي الصفوي السريع وخطره على المنطقة العربية ...ولكن نهاية الجملة هي بالواقع كالآتي  - المد الشيعي وخطره على أسرائيل اللقيطة - ...! فهذه القنوات العربية ماهي إلأ خَدم وأبواق مأجورة لحماية أمن أسرائيل ..ولاننسى موقف علماء السلفية في السعودية كيف أفتوا بحرمة مساعدة ودعم حزب الله أثناء الحرب  الطاحنة مع العدو الأسرائيلي في جنوب لبنان عام 2006..!!
تصور أخي العربي المسلم....علماء من المسلمين وهم يتمتعون بغطاء سياسي وحكومي من أمراء وحكام الخليج يفتون بحرمة مساعدة جهة أسلامية تدافع عن أرضها العربية الأسلامية ..فهل من مدّكر ... فهل من عاقل !!!
والله ..والله ..والله ...لو لم تكن لهؤلاء سوى هذا الموقف المخزي لكفى لنا القول بأنهم خدم وعملاء للصهيونية العالمية بأمتياز .. كما أن هؤلاء قد قطعوا المساعدات الإنسانية عن بعض المنظمات الفلسطينية لأن قياداتها زارت طهران ونسقوا مع حكومتها وقصفوا مستعمرات الأحتلال الصهيونية بصواريخ إيرانية ..! ورغم كل ذلك تبقى إيران عميلة لأسرائيل في فكر الوهابية السلفية ومن أعمتهم بدجلها وخزعبلاتها ...وكل شيء في هذه الدنيا بالمقلوب ..!
وعندما حاصرت قوات الأحتلال الأمريكي مدينة النجف عام 2005، وواجهتها المقاومة العراقية الباسلة بكل شجاعة ...قال المفتون من شيوخ وحثالات القاعدة والسلفية لأتباعهم في العراق ..لاتقاتلوا مع جيش مقتدى الصدر لأنهم رافضة مشركون وأتركوا الجيش الأمريكي ينهي لكم أمرهم ويريحكم منهم ...!!
وأنا ...أشهد بالله العظيم بأن لي صديق من مقلدي السيد محمود الصرخي ذهب هو ومعه أكثر من خمسين فرداً من شباب منطقة طويريج  للدفاع عن مدينة الفلوجة العربية الأصيلة لصد قوات الأحتلال الأمريكي عام 2006 وقد أستشهد خمسة عشر شهيداً منهم هناك ..كما أن بيانات السيد مقتدى الصدر واضحة بوجوب نصرة أخواننا في الفلوجة وكان عنوان البيان ( فلوجة الخير) الذي لازلت أحتفظ بنسخة منه ..وقُرء البيان يومها في كل مساجد الشيعة في العراق !!
فأذا ماقارنا بين الموقفين ...سنعرف - بلاعناء – من هم العملاء وأهل الغدر والخيانة ومن هم الأوفياء وأهل النخوة ...!!
والعجيب أن هذا الأمر متأصل في ثقافة القوم منذ عقود وعهود طويلة  ...ففي أحد الأيام وعندما كنت أؤدي خدمة العلم في الجيش العراقي عام 1986 في منطقة الشيب على الحدود العراقية الأيرانية وكانت الحرب قائمة على قدم وساق ..وفي أحد الأيام – وكما هي عادة التوجيه السياسي لعقد الندوات الحزبية آنذاك- جمعونا في سيارات من الجبهة وأخذونا إلى مقر الفرقة 20 مشاة في العمارة ثم أدخلونا في قاعة كبيرة وجاء ضباط من الفرقة ومعهم ضابط من أهالي بيجي ( وهو ضابط التوجيه السياسي في الفرقة 20) وألقى علينا محاضرة حزبية قال في بعض فصولها :
[أيها الرفاق : وأنتم تدافعون اليوم عن أرض العراق العظيم ..عليكم أن تنتبهوا من الطابور الخامس ..خصوصاً من الجنود الذين ينحدرون من مدينتي كربلاء والنجف ..لأن هؤلاء يحبون إيران وهم من أصول فارسية وليسوا  من العرب ..الخ ] ..وبعد المحاضرة قال : من لديه تعقيب أيها الرفاق ..فرفعت يدي ( وقد كنت معروفاً بين أصدقائي  بالجرأة وحب الجدال ) وقلت نعم رفيقي لدي تعقيب ..فقال تفضل :
فوقفت وسط القاعة التي كانت تحوي أكثر من أربعمائة جندي وقلت بصوت عال : يارفيقي .. أن أغلب هؤلاء الجنود الذين جاؤوا من جبهات الحرب ( المواقع الدفاعية التماس مع العدو ) هم من أهالي كربلاء والنجف ..وهم يحملون بنادقهم ويوجهونها يومياً بأتجاه العدو الأيراني ...كما أنهم ينحدرون من قبائل عربية أصيلة معروفة ..ففي كربلاء تسكن قبائل بني أسد وشيبان وشمر وخزاعة وخفاجة  والجنابات وبني حسن وبني طرف وغيرهم وليسوا من العجم كما تزعم ..ثم أنه الآن يوجد في رأس كل شارع وكل محلة من محلات النجف وكربلاء قطعة سوداء لشهيد من شهداء القادسية وهم بالآلاف ..ثم أسمحوا لي أيها الرفاق الذين في القاعة أن كل من يسكن كربلاء والنجف يرفع يده إلى الأعلى ..فرفع أكثر من 90% منهم أيديهم فقلت مبتسماً : هل كل هؤلاء خونة وعملاء للفرس المجوس ..؟ أرجو منك أيها الرفيق أن تعتذر من كلامك ..وأن تدعوا إلى التلاحم الوطني  لأننا في حالة حرب ..وليس للتشكيك بوطنية المقاتلين الذين يقاتلون  في جبهات القتال ..!!
فسكت ولم يحر جواباً ..وأذكر يومها أني رأيت الأبتسامات على وجوه الجنود الين رددت لهم أعتبارهم ..ولكنني دفعت الثمن غالياً على هذه الصراحة بعد ذلك حينما لفقوا لي تهمة الخيانة والعمالة وأودعوني سجن الخاصة  في سجن أبي غريب ولبثت هناك حتى حرب الكويت ..!!
أقول... أن هذه النفسية القذرة والثقافة السوداء ضد الشيعة لازالت موجودة وموجهة نحو الشيعة ورميهم بالخيانة كل يوم ..وبالواقع أن غيرهم هو الخائن وهو الغارق في عمالته حد النخاع ، ولكنه يتهم الشيعة بالخيانة والعمالة يومياً ..وما هذه القنوات المأجورة الخائبة إلى تعبير عن ذلك الباطن الأسود الذي عشش فيه الحقد والبغضاء حتى باض وفرخ هذه الأفاعي السامة التي تفح علينا سمومها كل يوم ..!
ولكن العراق سيبقى عزيزاً كريماً عظيماً بشيعته الأصلاء وبسنته الغيارى النجباء وبكرده الأوفياء وبكل مكوناته وفسيفسائه الجميل الخالد ...اللهم أحفظ العراق من كل عدو حاقد ...ومن كل شيطان مارد ..وأجعل نار أهل الفتن والتحريض عليه برداً وسلاماً..و نّزل بركاتك عليه وعلى أهله الطيبين برحمتك ياأرحم الراحمين ..
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16121
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18