قال الله تعالى في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ .. سورة الصف أية 2 ،.
إن المجتمع الإسلامي يراد منه أن يكون كتلة واحدة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للحفاظ على كيان الاسلام و الأسرة والمجتمع ، وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهمة جدا للحفاظ على كيان الأسرة المسلمة من الضياع في أمواج البحر المتلاطمة حيث الفساد الأخلاقي والانحلال والتسيب والابتعاد عن الدين والتعاليم السماوية بحجة التطور والانفتاح وعدم الانغلاق أو بحجة أن الدين ليس منغلقا على الجمال والحياة ..
وهنا نشير إلى حديث روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم : إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة الإسلام ، وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي
كنز العمال : ٦٠٧٠
خذ قلما احمر وضع تحت كلمة هيبة الإسلام و بركة الوحي ألف خط ..
وأقرأ معي أخي الكريم وأختي الكريمة هذا الحديث ايضا :
فعنه (صلى الله عليه وآله) : لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر ، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات ، وسلط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء .
مشكاة الأنوار : ٥١ .
وهنا ايضا ضع بالقلم الاحمر خطأ تحت هذه الكلمات : نزعت منهم البركات , سلط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء .
أين هيبة الإسلام والمسلمين ، أين بركة الوحي ، ولماذا تنزع البركات ويسلط الناس بعضهم على بعض ولا يكون لهم ناصر لا في الأرض ولا في السماء ولا في الاحلام ؟ الجواب في كلمة واضحة : ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى صار الدين والتعاليم السماوية غريبة على هذا الجيل لأنهم لم تطرق مسامعهم تلك الآيات والأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث الإمام الصادق والباقر عليهما السلام ،
نعم عندما نترك تعاليم الأنبياء نقع في المحذور ،
هل تسائلنا يوما أين بركة السماء ؟ أين الأمطار التي تروي الجبال والسهول والوديان وتحيي الموات ؟ أين بركة أعمارنا ؟ أين بركة أموالنا ؟ أين بركة ارزاقنا ؟ أين بركة أرضنا ارض الرافدين ؟ كلها ذهبت لأننا تركنا شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فنزعت السماء بركاتها وارتفعت معها بركة الوحي وسلط بعضنا ببعض ولم يبق لنا ناصر لا في الأرض ولا في السماء ،
من هنا أيها الأحبة دعونا نسلط الضوء على مهرجان بابل ، مهرجان أقل ما يصفه الإنسان الواعي أنه مهزلة ، فراقصة في يوم ومطرب في يوم ثان . ومغنية وراقصة في يوم ثالث وهارون ينفض تراب قبره ليعيد ألف ليلة وليلة والعيون مفتوحة على مقاسات أجساد راقصات الملاهي والبارات , وشباب يعربد ويهتز من رأسه إلى أخمص قدمية أمام تاريخ عمره آلاف السنين .. ما هذه المهازل وكيف تسمحون لأنفسكم أن تختزلوا هذا التاريخ الضخم من العلم والتطور والأخلاق الإسلامية والعربية الرائعة بفرقة راقصين وراقصات وآلات موسيقية . هل حصرتم الثقافة في المحرمات فقط ،
وبعد كل ما جرى ويجري الى الآن من إستمرار للممهرجان وفي ضل صمت حكومي مريب واستهزاء بالمجتمع من قبل القائمين على المهرجان وذلك برفضهم ايقاف فقرات الرقص والغناء وفي تحد واضح للمجتمع العراقي عموما والبابلي بالخصوص وكل ما جرى ويجري هل تحرك المجتمع لرفض هكذا ممارسات لا أخلاقية حتى يحافظ على هويته الإسلامية الأصيلة التي طالما أكدت عليه المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وأكدت أن أكبر خطر يهدد مستقبل العراق هو خطر طمس هويته الثقافية التي من أهم ركائزها هو الدين الإسلامي الحنيف . هل تحرك المثقفون والكفاءات العلمية المتدينة ، هل انتفضت العوائل الشريفه المحافظة على هذا الانحلال الخلقي الذي يستهدف أبناءها وبناتها داخل بيوتها ، هل عانى الآباء من الأرق واضطرب نومهم لما يشاهدونه في بلدهم من انتكاسة أخلاقية وتنكر للفضيلة حتى وصل المجتمع إلى مرحلة يرى فيها الحياء والحشمة والوقار عارا وتخلفا ووصلوا الى ما لم تصل إليه حتى الحيوانات وصاروا مصداق قوله تعالى حين يقول عز من قائل ( أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ) الأعراف 179 .
كل هذا يجري ونحن في سبات عميق ولا يوجد أستنكار أو مظاهرة تشفي الغليل ، وإن وجد فلم تكن بالمستوى المطلوب وعلى مستوى الحدث .
ومن هنا يتوجب علينا التحرك والانتفاض في وجه هؤلاء الخائنين لبلدهم وشعبهم ودينهم وعراقتهم وثوابتهم .
فنقول لكل إنسان يحترم عقله أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة وضعها الاسلام الحنيف وفرضها علينا وتحتاج إلى ممارسة حالها حال اي لعبة رياضية ، ولكن لو تركناها فإن المجتمع يتعود على التساهل والتراخي وبالتالي نقع في وادي الذئاب المفترسة التي تنتظر سقطتنا لكي تجهز علينا في اللحظة الأخيرة ،
كيف السبيل والطريق إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أنا أقول لك فكر بهذا المثال الواقعي وستصل إلى نتيجة جيدة ،
من المؤكد جدا انك جلست ذات يوم في مأدبة طعام فيها أنواع اللحوم أو سفرة العائلة التي متعت نظرك فيها وكان فيها من أنواع اللحوم . وبعد أن أشبعت بطنك من تنوعها وشكرت تلك الزوجة الرائعة على طبختها الشهية ،
إذا كنت تذكرتها فاسمح لي أيها الطيب أن أطلب منك مرة أخرى للعودة بالذاكرة إلى الوراء لتتذكر بعد تلك الأكلة الشهية بقايا طعام قد علقت بين أسنانك ، نعم إنها مزعجة بشكل لا يتصور وتجعلك تجرب عدة أمور لكي تخرج ذلك الجزء الغريب من بين أسنانك ، تارة بالفرشاة وتارة بالأعواد المخصصة للاسنان او خيط الأسنان ولا تنفك تحرك لسانك عسى يغنيك عن المحاولات الأخرى . ولا ترتاح حتى إخراج تلك القطعة الصغيرة من فمك وبعدها تتنفس الصعداء . لا بد أن الأغلبية مرت عليه هذه الحالة .
هكذا وبهذه البساطة يجب أن يتحرك المجتمع الإسلامي مع المعصية والمنكر ، فعندما ترى معصية اوعمل غريب عن روح الاسلام عليك أن تتحرك ولا تستقر قبل أن تغير ذلك الشيء الغريب لأنه من واجبك . . لا أن نقتصر في حياتنا على الكلمات الرنانة والتدين الشكلي . وهنا يكون واضحا لدى العقلاء أن هناك من يزاوج بين قراراته وتطبيقاته . فمن قرر وآمن بالإسلام وتعاليمه عليه أن يقول ويفعل ولا يقتصر على القول فقط ،
ففي إحدى الجامعات سأل الدكتور طلابه : إذا كان هناك ٤ عصافير على الشجرة وقرر ٣ منها الطيران .. فكم بقي على الشجرة . فأجاب الجميع “واحد”وفجأه اختلف معهم أحد الطلاب وقال الذي بقي “٤” عصافير .. فكان الإنبهار ، فسأله الدكتور كيف ذلك ؟ فقال : لقد قلت “قرروا” ولم نقل “طاروا” واتخاذ القرار لا يعني تنفيذه وكانت الإجابة الصحيحة بالفعل *
فقولك أنك مسلم شيعي حسيني يفرض عليك أن تكون آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر في كل احوالك ... وهذه رسالة إلى كل عراقي حر وشريف وغيور ولكل اهلنا في بابل أن لا تسمحوا بسرقة ابنائكم وثقافتكم وعاداتكم .
وفق الله الجميع لنصرة دينه بحق محمد وآل محمد
عبدالأمير الموسوي البشيري
|