• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : عندما نعشق اقدارنا .
                          • الكاتب : نادية مداني .

عندما نعشق اقدارنا

خيم الليل وسافرت معه أحلام المجانين...انزلق كزائر بأسراره الملساء التي ذابت في ظلمته كقطعة سكر بطعم الحنظل...فشقت طريقها نحو قلب" سلافة "فغدت بسذاجتها كأنها نجم خجول يريد الاختفاء خلف غيوم بلورية...بانت سلافة من خلف جدار أحلامها كوكب منقرض...فلم تعد تلك المساحات تشغلها بقدر ما حيرتها ظلمة الليل ...ودغدغة نشوتها المكبوتة فصارعت تلك السابحة في نهر الأقدار المجهولة أمواج الحب المستحيل...الذي زارها في ربيع العمر ملتحفا برداء البراءة ،قاسما بجبروته ألف يمين انه يعشق بقعة الضوء فيها...يحاول كسارق محترف عبور غرائزها بجواز سفر مزيف فكانت بصماته على جسدها المحموم برغبة التملك ،أقوى دليل على جريمته ضد الذاكرة البريئة..كيف حالك يا"سلافة" مازالت أقدارك تعذبك ...لا تزال شرنقة أحلامك معلقة على باب الفجر...تنتظر ذلك الخيط الذهبي السحري الذي أغرى حسنوات قرطاجة...وفاتنات الفراعنة...وجميلات روما "سلافة" زيديني سوادا فما عاد لبحر عينيك شاطئ, عشقت فيك الأمل وكان آخر أوراقي المرمية على أقدامك البنفسجية...أي سحر تحمله الأقدام عندما نشعر أن قلوبنا تتفتت قناعة وذلا تحت قسوتها النرجسية...لكننا نرضى فعذابك تشتهيه الروح...زرتك ذات مساء فوجدتك مرمية في زاوية الذكريات...ترتشفين علقم دموع الندم...لسانك إلتف حول أسنانك كثعبان يحاول الانتحار بكلمات الفراق...ويحك عندما تشبهين الشمس وتشتهين الظلمة لأنها تغطي عاهتك وأنوثتك المبتورة...فضحكت...ضحكة ممزوجة بالاستهتار وخاطبتك "سلافة" بلغة الانتقام , أنا الليل الذي عشقت ظلمته وكان هو أسير أنوثتك الشفافة...أنا الليل الذي رفضته من أجل سيدك الوهم...فكنت هو لكن صبرك القلق غير الأقدار...فعيشي "سلافة "بين حريق الجنة ولذة النار...
 
واعشقيني فانا من علمك فن الانتحار...وانتظريني سأعود ذات ربيع كي أعلمك كيف تعشقين الأقدار...كسري زجاج العطر,انفعلي ضد أحلامك الضائعة فانا خجول حائر من سواد مقلتيك ، أهربي من الواقع إلى المجهول فأنت كل المتناقضات...سافري مع طائر النورس إلى جزيرة الكآبة الخرساء فهناك ستجدين من يرتشف قهوتك المرة ... وانظري كيف تعانق زهور النرجس خيالك الدائم...عذرا إنك لا تفقهين هذا النوع من العناق...ابتسمي بطريقة المهاجرين لعل القمح والزيتون سيزرعا يوما بأرضك البور ... كوني أنت فأشجار الصنوبر أصابتها الشيخوخة لأن شموخ البقاء علمها الغرور...اصعدي إلى سفح الجبل واصرخي فهناك ستجدين من يفهم لغتك ويفك طلاسم سرك المدفون بكبدك في جزءه الأسود...انقرضي وكوني أسطورة... فمثلك لا تصلح إلا أن تكون معجزة الظلام...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16204
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29