ايام معدوده فصلتنا عن انتهاءاعمال القمة العربية في بغداد عاصمة الثقافة ودار السلام والتي حظيت باهتمام منقطع النظير كونها جاءت في ظل ظروف شائكة يمر بها العراق على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي املا بان تعيد دوره الريادي في منظومة الجامعة العربية باعتباره احد المؤسسين لها وكذلك هو بمثابة الاقرار الواقعي والاعتراف بتحول العراق من نظام ديكتاتوري الى نظام برلماني وفقا للمفهوم الديمقراطي ،صحيح ان الديمقراطية في العراق لم تكتمل عناصرها بسبب التشظي المجتمعي وانحسار الولاء بكتل سياسية وكيانات مجتمعية وتيارات دينية نتج عنها اصطفاف طائفي وتخندق عرقي والقت بالعراق من هيبة الدولة الى متاهة الشرذمة المناطقية والتمايز الطبقي وصحيح ان الخطة الامنية قد اغلقت منافذ بغداد وامتدت تبعاتها الى جميع المحافظات واظافت عبأ لمجموعة الاعباء التي يعاني منها الشعب العراقي وهذا دليل على نجاح الخطة الامنية التي اعتمدتها تلك الاجهزة كونها اعتمدت على الجهد الاستخباري الاستباقي الذي فوت الفرصة على العصابات الدموية من تنفيذ اجندتها الموغلة بدماء العراقيين ورغم ان العراق يمتلك من القوات والاجهزة الامنية والاستخبارية واجهزت الرصد مايفوق العديد من الدول الاقليمية والعربية وبعض الدول المتقدمة لكن تلك اقوات لاتمتلك المهنية والحرفية في الاداء بالمستوى الذي تمتلكه الاجهزة الامنية في البلدان المستقرة الاخرى وهذا يعود لعدم الاستقرار السياسي والاصطفافات الحزبية والولاءات الضيقة الذي افقد الدولة من اطارها الوطني نتمنى ان يدرك المسؤولين انهم امام اختبار صعب ومصيري وان تكون حماية المواطن العراقي غاية سامية توازي باهميتها حماية المسؤولين العراقيين باعلى المستويات فليس من المنطقي ان نجعل من اجساد الشعب دروعا بشرية ومصدات يختبيء خلفها المسؤول بالقدر الذي نتمنى فيه ان تكون القمة العربية قد حققت اهدافها التي عقدت لاجله والمساعدة في بناء دولة مدنية تنفتح على العالم وان لاتكون وسيلة لمعاناة الشعب العراقي الذي انهكته الحروب وتبعاتها |