• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اهمية العلماء في القرآن الكريم (الحلقة الثانية) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

اهمية العلماء في القرآن الكريم (الحلقة الثانية)

 والعالم الذي لا يعمل بعلمه فليس بعالم كما قال امير المؤمنين عليه السلام (يا حملة العلم اعملوا به، فان العالم من عمل بما علم) حيث قال الله سبحانه "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة 105). وقد اشار الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم على سلمان الفارسي بانه بحر العلم فقال (سلمان بحر العلم لا يقدر على نزحه). وقد شبه الشاعر الطالب الكسلان بالمريض الذي يتبع ارشادات طبية: فاصبر لدائك ان اهنت طبيبه واصبر لجهلك ان جفوت معلما.

و الانسان العالم يتخذ المسير الوسط كما جاء في الاثر (على أرض الجهل ينبت الغلو، وعلى أرض الهوى ينبت الإرجاء، وعلى أرض العلم والتجرّد يثبت التوسّط) كما قال الله سبحانه "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة 143) فعجبا من عالم مغال "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ" (النساء 171) بل مكفر للاخرين وعالم ملحد يزيغ الجاهلين "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الاعراف 180). و قال الله تعالى "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ" (البقرة 285) جاء في الحديث الشريف (ثَلاَثَةٌ مِنْ أَصْلِ الإِيمَانِ: الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلاَ تُكَفِّرْهُ بِذَنْبٍ، وَلاَ تُخْرِجْهُ مِنَ الإِسْلاَمِ بِعَمَلٍ) فاين هذا من العلماء التكفيريين الذين يكفرون كل من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله وسلم يَقُولُ (ومَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَعَلَيْه).

والعلوم الدنيوية تعتبر من ضرورات الحياة لكسب المعاش وعمارة الارض " هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" (هود 61). وفي الحديث الشريف (انتم اعلم بشؤون دنياكم). والعلوم هي احد مصادر القوة "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ" (الانفال 60).

والعلم يتطلب القراءة والتعلم "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (العلق 3-5) مما يتطلب توفير مستلزمات التعلم من مدارس ومعاهد وجامعات. يقول الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (إنّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر يصلون على معلم الناس الخير).

والفقه احد العلوم الدينية، والتي بدورها صنف من العلوم كالعلوم الطبيعية والادبية وغيرها. والفرق بين علوم الدين والعلوم الاخرى ان كل انسان عليه ان يتفقه دينه ويتدبره بينما ليس بالضرورة تعلم علم الطب او الادب مثلا، و في الحديث الشريف (من يرد الله به خيراً يفقّه في الدين). فكل انسان عليه ان يتعلم دينه وان يعلمه كما جاء في الحديث الشريف (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=162595
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 12 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 11