يصدر في الأيام القليلة القابلة، العدد (45) من الدورية العلمية الفصلية المحكَّمة (ابن رشد). إنَّ صدور كل عدد من هذه المجلة هو توكيد لإصرار الباحثات والباحثين على إنجاز جهود أخرى بمسيرة البناء والتقدم في بلدانهم؛ دعماً لحركة التنوير والتغيير وإزاحة ركام الزمن الماضي من جمود وتخلف حدث بظروف غير مؤاتية.. 

إنّ أعداد (ابن رشد) إذ تحمل الفلسفة الرشدية فهي توكيد على منهج النهضة الفكرية ورسم مسارات حياة جديدة تقوم على الحداثة وإزاحة كل العقبات والمعرقلات بتطويع المصاعب وحل المشكلات العقدية.. ومن هنا فلطالما اعتذرت هيأة التحرير عن نشر تلك البحوث التقليدية أو التي لا تتضمن تجديداً أو التزاماً بحراك التنوير ومنطق العقل العلمي. 

إليكم هنا في أدناه تغطية كاملة لفهارس العدد وبحوثه وتصورات أخرى عن اشتغال المجلة، يرجى التفضل بالاطلاع في هذا الرابط مع التقدير: 

http://www.averroesuniversity.org/AUHMAGISSUE045b.pdf 

نحيي كل تلكم الأقلام والعقول العلمية المساهمة بهذا العدد (45) مثمنين عالياً تلك المنجزات البحثية المهمة ومنتجيها ومقدرين عاليا أدوارا كبيرة للزميل الفاضل مدير التحرير الدكتور محمد عبد الرحمن يونس ومعه ألق اشتغال أغلفة المجلة وتصميمها من طرف الزميل الفاضل سكرتير التحرير الدكتور معتز عناد غزوان بدعم بهي مشرق من الفنانين التشكيليين الكبار المشهورين ومنها لوحات العدد، التي جاءت بريشة الأستاذ المتمرس الدكتور صلاح القصب وهو المبدع المتألق المعروف بميادين المسرح ومدارسه المجدِّدة أيضا..   

ونحن بهذه المناسبة نؤكد على المحاور التي نشرنا عنها في العدد؛ آملين استمرار وصول البحوث في تلك المحاور وللأهمية نعيد التوكيد عليها هنا: 

1.  دور الأدب في تناول الموضوعتين الاجتماعية والسياسية جمالياً بما يخدم التغيير عبر تعميق الوعي وتنوير العقل الإنساني بملامح الطريق بالإشارة ضمناً إلى توظيف الدرس السايكوسوسيولوجي ورؤى تؤكد تجنّب تغليب مضامين الخطاب على جمالياته.. 

2.  المشكلات اللغوية في استيعاب تسارع حركة ولادة المصطلح العلمي بمقابل ظاهرة مشاغلة باللهجي المحلي وما إجابة البحوث العلمي على تلكم الظواهر حصراً..  

3.  دراسات فلسفية تتبنى التنوير الرشدي نسبة لابن رشد سواء في أدائه بعصره أم بمتابعات القراءة الفلسفية الجمالية اليوم بعصرنا. 

4.  كما نواصل محاور النشر الأخرى المعهودة بتنوعاتها، بخاصة هنا بالتركيز تحديداً منها على تناول أدب المسرح وفنونه ومعالجتها كافة. 

نجدد العهد على إدامة جهودنا مع البحث العلمي تحديداً وبأولوية عليا على كل ما عداها من أنشطة أخرى لجامعة ابن رشد بوصفها حالياً الحاضنة (لمراكز البحث العلمي) حصراً كونها مؤسسة مستقلة بجهودها فازت بتقدم باهر في المستوى إذ أن تسلسلها يتقدم على مئات الدوريات العلمية ومراكزها في بلدان الشرق الأوسط وفي العراق.. ونحن نسعى لتعزيز المهام وقدرات الإنجاز التي نؤمن أنها ستتعاظم وتتقدم بفضلكم لنتابع المسيرة بتمام التحدي والإصرار. فمرحبا وها هو العدد 45 بين أياديكم منجزا بتواضع جهدنا لكن بعظيم جهود البحث والباحثين، نقدمه إهداء إليكم طاقةَ تنوير من أجل التغيير وحركة البناء والتقدم. 

د. تيسير عبد الجبار الآلوسي