• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الطواف بين المظهر والجوهر (5)           .
                          • الكاتب : السيد عبد الستار الجابري .

الطواف بين المظهر والجوهر (5)          

  ومن هنا فان الضراح – البيت المعمور – هو البيت المجعول لاهل السماء والمخلوقات المجردة عن العالم المادي المختصة بذلك العالم العلوي فهو متناسب مع موجودات العالم العلوي، والكعبة المشرفة في وجودها تتناسب مع الوجود المادي للمخلوقات الارضية الانس منها والجن.
وقد بينت النصوص ان الكعبة الشريفة نقطة انطلاق الوجود الارضي في الكون الفسيح فان الضراح نقطة محورية للعالم المجرد عن المادة.
ومن هنا يمكن ان يستشف معنى كون الكعبة الشريفة بازاء الضراح، اذا ان الاحاطة السماوية بالارض مع عظمة العالم السماوي وسعته الوسيعة التي لا تكون الارض فيها الا كنقطة صغيرة في العالم الواسع تقتضي ان تكون هذه الازائية بلحاظ المحورية الوجودية للعالمين الارضي والسماوي.
وكذلك يمكن ان يستفاد من الرواية الشريفة ان هناك ثلاث محاور في عالم الوجود الاول هو الكعبة الشريفة وهي المحور الوجودي للعالم الارضي، والبيت المعمور هو المحور الوجودي للعالم السماوي، والعرض هو المحور المهيمن على عالم الخلق.
اذ دلت الرواية ان الضراح بازاء العرش، ولا يمكن لنا ان نتصور للعرض كيانا ماديا وجسما ذا ابعاد، فكما ان الضراح له وجوده الذي يتناسب مع العالم السماوي، فالعرش له حقيقية تتناسب مع العالم العلوي فلا يتصف بصفات العالم الارضي ولا العالم السماوي، فالازائية التي بين العرش والضراح في المحورية.
فمحورية العالم الحسي منشعبة عن محورية العالم السماوي، ومحورية العالم السماوي مترشحة من محورية ما رواء العوالم الخلقية على اختلاف وجودها المادي او المجرد عن المادة.
فالخلاصة ان حقيقة الكعبة المشرفة هي محور الوجود الامكاني للعالم الارضي، والضراح هو محور الموجودات السماوية والعرض هو محور العالم الامكاني المهيمن على جميع تلك العوالم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=162911
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 12 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19