• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بقيع الغرقد .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي .

بقيع الغرقد

 

 معنى البقيع: في اللغة هو المكان، وتعني البقعة  من الارض ولا يكون بقيعاً إلاّ وفيه شجر، وبقيع الغرقد كان فيه شجر، مات الشجر وبقي الاسم،  وصار مقبرة لأهل المدينة المنورة  

وقد أطلق لفظ البقيع على عدة أماكن في المدينة منها بقيع الخيل قرب دار زيد بن ثابت وهو "سوق اصغر من سوق عكاظ . لان هناك اسواق في مكة والمدينة كثيرة كون مكة مركز تجاري كبير .. وبقيع الخيل خاص لبيع الخيول .كان بنو سليم يجلبون الخيول والإبل والغنم وأكثر ما يباع في هذا السوق الحيوانات، وبالمدينة أيضاً، بقيع واراضي بناحية بئر أبي أيوب، والخبيبة شجرة كانت تنبت هناك" وورد في دائرة المعارف الإسلامية "عن مقبرة المدينة"، انه اسم يدل على أرض كانت في الأصل مغطاة بنوع من شجر مرتفع" فتم اختيارها مقبرة .

اما تاريخ البقيع: كان أهل المدينة المنورة يدفنون موتاهم منذ زمان النبي (ص) في البقيع وكان الرسول (ص) يضع على قبر المدفون علامة، ولما دفن أئمة الهدى (الحسن المجتبى، وعلي السجاد، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق) (ع) فيها حتى بنيت على قبورهم القباب، اذ كان البناء على القبور معتاداً منذ ذلك الزمان في مكة والمدينة وغيرها من البلدان الإسلامية.

وذكر المؤرخون ان البقيع كان مقبرة قبل الإسلام، وورد ذكرها في مرثية عمرو بن النعمان البياضي لقومه "أين الذين عهدتهم فـي غبـطـة.. بين العقيق إلى بقيع الغــرقــد"، ولما جاء الإسلام ، خُصِّصت لدفن موتى المسلمين فقط، أما اليهود والنصارى فكانوا يدفنون موتاهم في مقبرة اخرى تعرف بـ (حش كوكب) وهو بستان يقع جنوب شرقي البقيع،

 وأول من دفن فيه من المسلمين هو (أسعد بن زرارة الأنصاري)  ثم دفن بعده الصحابي (عثمان بن مظعون)، وقد شارك رسول الله (ص) في دفنه،ودفن إلى جانبه (إبراهيم) ابن الرسول(ص) لذلك رغب المسلمون فيها وقطعوا الأشجار ليستخدموا المكان للدفن، ثم استمر الدفن في البقيع من قبل المسلمين بعد وفاة الرسول(ص) الى فترة طويلة

  حال البقيع قبل هدمه من الوهابية: تضم مقبرة البقيع أضرحة لعدد من الصحابة وال البيت(ع) منهم، الأئمة الأربعة ( الحسن والسجاد والباقر والصادق"ع") في قبة واحدة، هناك روايات  تشير الى قبر الزهراء (ع) في مسجد النبي{ص} الملاصق لبقيع الغرقد.. وهو ما يشير إلى قول {ص} ( ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) متفق عليه ، ومن المسلمات اصبحت زيارة الزهراء (ع) تحت قبة قبور أبناءها المعصومين  كونها قريبة من المكان .. ولا بأس بزيارة الزهراء (ع) في مقبرة البقيع، وفي المسجد النبوي ،وذلك لخفاء قبرها الشريف..  واصبحت مقبرة البقيع   تحوي شخصيات عزيزة , ترق قلوب المحبين لزيارتها , .. كما وردت في مساند المذاهب الاسلامية .قول رسول الله{ص}" قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة "

يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحق. ان قول النبي{ص}( أذن لمحمد في زيارة قبر أمه ) دليل على جواز زيارة القبور .. منها قبر الذي لم يدرك الإسلام ( فزوروها ) يعني الرخصة والاستحباب ، فإنها تذكركم بالآخرة أي : القبور . تذكر بالآخرة .

 هدم الأضرحة المقدسة:*عقيدة التنظيم الوهابي عقيدة متطرفة حاقدة على الاسلام  ومن اعظم انجازاتهم هدم قبور الصحابة والتابعين خاصة قبور أهل البيت الاطهار{ع}،كانت المدينتان المقدستان (مكة والمدينة) من أكثر المدن تعرضا للمحنة  ، التي أدمت قلوب المسلمين لما هدموا قبور البقيع بما فيها من قباب لذرية رسول الله وأهل بيته الأطهار وأصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين.(رض).. وقد ورث الوهابيون الحقد الدفين ضد الإسلام ورموزه فكانوا المثال للجهل والفساد يوم قاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد مرتين: الأولى: عام 1220هـ - 1805 م  ، عند قيام الدولة السعودية عام 1220 هـ، ولما سقطت دولتهم على يد العثمانيين أعاد العثمانيون بناءها من تبرعات المسلمين، فبنيت القباب والمساجد في البقيع ..

  التهديم الثاني: في عام 1344هـ - 1925م، الى اليوم . حيث اصدر فقاءهم فتوى تبيح لهم تهديم جميع قبور الرموز الدينية بما فيها قبر النبي{ص} حسب راي وعّاظهم، فاصبح البقيع وذلك المزار المهيب قاعا صفصفا لا تكاد تعرف بوجود قبريعرف صاحبه، ويصف الرحالة الغربي (ايلدون رتر)، المدينة المنورة بعد الجريمة الثانية عند استيلاء الوهابيين على المدينة وقتلهم الأف الأبرياء، يقول: "لقد هدمت القبور واختفت عن الأنظار القباب المبنية على قبور آل البيت (ع) وأزيلت من الأرض تماما".  وتدخل علماء الازهر وعلماء تونس بالتنديد وخلصوا قبر النبي {ص}من التهديم ذلك اليوم ولكن بقي في قلبهم حقد .. ومن يسلم على النبي{ص} في قبره يعدونه مشركا. ـــــــــــ  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163307
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 12 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18