• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حقد بحضن الجبل .
                          • الكاتب : نادية مداني .

حقد بحضن الجبل

الحقد نار وقودها الفتنة وعدوها الغفران
 
التفت حوله العائلة بعيون جاحظة وأفواه مفتوحة تصغي لقصة كتبت على الجبال بحروف خجولة حفرت على حجارتها بعمق جرح ينزف ندما لأنه لوث أراضي قبلتها في الماضي أقدام طاهرة ،عبثا يحاولون تشويه التاريخ وتغيير الأبطال ،أبدا لن تنحني الجبال ولن يبكي التاريخ فعندما يموت الشهيد يولد الوطن......................!
تبكي العيون الجاحظة وتغمض أجفانها لتقلب الأوراق، تغلق الأفواه المفتوحة لتبتلع الصمت ويبقى هو وذاكرته في صراع مع التاريخ والمكان 
من تغيريا ترى هو الإنسان أم هي الحياة ؟يحكي تفاصيل قصة لفتاة في الرابعة عشر من عمرها لم تغادر مخيلته قفزاتها من جبل إلى جبل قوة عجيبة ماهو مصدرها حقد دفين مزروع في دهاليز قلب طفلة لا تزال ضفائر دميتها مرمية على أكتافها، تنتظر يد تلم جدائلها المنسية ،هي من
جاءت لهذه الحياة بطريقة غير شرعية دفعت ثمن ذنب لم تقترفه براءتها كان والدها الجلاد ،عبد الدرهم ، خسيس الطباع بلغ به طموح الطمع إلى أوج ذروته وأرادها أن تساعده في إجرامه ،رفضت هربت إلى أحضان الشارع لملمها قلب طامع احتضنها بحنان خادع استغلها بصبر لاذع فضاعت...........................................................
رجعت إلى البيت لا خيار لها غير ذلك الأب المجرم المزعوم... فساومها مرة أخرى ،بقاءها في المنزل مقابل العمل معه في تجارة الممنوعات فوجهها البريء كان جواز تنتقل به من دورية إلى دورية دون أن تلفت الانتباه
مرَّت الأيام تلتها الشهور وهي تنتظر أن يمنحها ذلك الأب الاسم الشرعي
كي تلتحق بالمدرسة، بعدما غرقت في دموعها ومنظر تلميذات بسنها في طريقهن للمدرسة لا تغادر مخيلتها ، كن يمتلكن كل شيء العائلة الدراسة..
وهي لا تملك سوى قدر أحمق رمى بها على عتبة الزمن، فراحت تلملم أحزانها ، كعملاقة صمت ، تصرخ بين جنبات الروح ،صراخا رهيبا ، يخترق غشاء الإنسانية، فلا يسمعه سوى من حدث به مس بالوهج، فهمس بالخيال،ليذرف قلمه مدادا طاهرا ينقى به بحر الحقيقة الملوث.
زاد إصرارها على امتلاك اسم فوافقت بالقيام بأكبر عملية تهريب لكن والدها المزعوم كان مراقب فوقع في الكمين وحاول الفرار لكنه فشل، أما هي فلاذت بالفرار وضاقت طعم النجاح بالهروب! امتلكت مالم تمتلكه بنات في سنها لأنها تحمل بتضاريس وجهها البريء حقد لا تزال صدى صرخاته تدور كزوبعة هادئة جعلت سفوح الجبال تتصافح لأن همسها بأسرار المؤامرة لامس ذرات الزوبعة ولأن التاريخ لا تكتبه الزوابع ولا يمحيه حقد أنثى أمها الجريمة ووالدها الطمع، ستبقى حكايتها مجرد ذكرى ستتلاشى بغلق الأفواه المفتوحة والعيون الجاحظة وستغرد طيور الشتاء أغنية النسيان وفي عتمة الحزن العميق سيبرد حضن الجبل.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16365
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 6