• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الطاعة والعصيان آثار ونتائج .
                          • الكاتب : الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه) .

الطاعة والعصيان آثار ونتائج

للطاعة والعصيان آثار ونتائج في حياة الناس الاجتماعية. يقول تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}.

ويقول تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}

ويقول تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ}

وهذه النتايج والآثار تجري في حياة الناس بموجب سنن الله تعالى وهي سنن حتمية تجري بأمر الله.

إِلاّ أن هذه السنن لا تخص العاملين والحاضرين فقط، وإِنما تشمل الحاضرين والغائبين، إذا كان يجمعهم الرضا والسخط.

تأمّلوا في الآيات المباركات من سورة البقرة (61) وآل عمران (112) حيث يذكر الله تعالى العقوبات التي عاقب بها اليهود على جرائمهم الكثيرة وقتلهم للنبيين.

وهذه العقوبة هي الذل، والمسكنة، وغضب الله. وهذه الذلّة والمسكنة تجري في حياتهم السياسية والإقتصادية والاجتماعية بموجب سنن الله تعالى، في إذلال العصاة والمتمردين.

ولكن الله تعالى عاقب أجيال الأبناء من اليهود، بهذه السُّنَّة، بجرائم الآباء، فعمّتهم العقوبة الإلهية في الدنيا.

تأملوا في هاتين الآيتين من «سورة البقرة» و«آل عمران»: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}.

{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}.

وليس من شك أن هذه العقوبة التي سنها الله تعالى لهم لم تخص أجيال اليهود الذين كانوا يقترفون جرائم قتل النبيين، بل تَعمّ أجيال اليهود {أَيْنَمَا ثُقِفُوا} وهي من مصاديق سُنَّة التعميم.


في رحاب القرآن




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=164808
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 02 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2