على قدر ثقل المسير السبا 

بأرض وطت نسَّبتها إبا 

فإن قلت ذي الشام
فالشام للست
والستُّ اسماً
غدت زينبا 

وإن قلت في مصر سيِّدة 
فسيدة الحيِّ 
أن تندبا 

لها قسمة في تراب الحسين
بما حملت جسمه ال تُرِّبا 

بما نصبت خيمة للوقوف عليه ذبيحا 
وقد خضِّبا 

مضافة زينب هذي الخيام
برغم الحريق الذي أنشبا 

وتلَّتُها 
ذات مستطلع إلى الزائرين 
علت منكبا 

فكل الديار التي قد مشتها 
غدت ملكها 
حقَّ أن توهبا 

بقدر السياط على متنها 
لها متن ترب بها أخصبا 

على حزنها من دموع المصاب 
ولو قد تملَّح
أن يُشربا 

فذا كوثر السقي 
كانت به
عليَّ السقاية فينا أبا

وأم السقاية عن فاطم
كمعلمنا دمعها نُصِّبا

ألا معلم الشام
أو مصر جهد عزيز 
وجرح إلينا صبا 

ومن صبوة 
فلها في المقام 
ضريحان 
واستوفيا مطلبا 

لها من خباها 
جمال الخمار 
ونار خبت بعد حرق الخبا 

فقد ملكت كوثر للسقاية 
أطفى إلى النار 
واستعذبا 

وأمَّ المقاصد عن وردها 
على أي وجهة قصد نبا 

وأمَّ الفداء على اسمها
فصارت حريما لكي نغضبا 

وصارت تعبسنا أوجها 
لنبسم عن رد هتك العبا

نصاول عباس في كفِّهِ 
ونزرع كفا لكي تضربا

فإن ضربت أخصبت موطنا 
أبى رحل زينب أن يسلبا 

وأن نتعود غزو العداة 
ونغدو بوسط الحمى منهبا 

إلى زينب 
إذ تتم الرحيل 
فترحل بالموت مستطيبا 

لنا إرثها
في الدفاع المرير 
عن الحق والعرض 
أن يغصبا 

وأن نملك الأرض بعد الفداء
وبعد المسير الذي أتعبا

وما وهب الأرض وهم الضرير
ولكن بصير وقد جرَّبا

سلمان عبد الحسين