• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصة جدّ قصيرة !! .
                          • الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي .

قصة جدّ قصيرة !!

قبل أشهر قلائل يَمَمْتُ وجهي شطر معقل الحزن الجديد في أرض الغربة (سامراء) !!
وحين رؤيتي مناخَ أجداث الطواهر الزواكي طفقتْ فرائصي ترتعد وأحزاني تتصاعد لتملأُ الأرجاء، وقد كلَّ لساني عن الانطلاق، ويبُسَ رضابَ لعابي الموشَّح بعطر والد الإمام الهادي صلوات الله عليه حين (عفَّرتُ خَدّي) بتراب مرقده الطاهر بعدما قرأتُ نشيد الأحزان عند (المُعذب في قعر السجون وظُلمِ المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود)قبل سويعات من وصولي أرض الوحشة(سامراء) حيث الحمائم هجرت أعشاشها ومرابعها وهي تبكي حزناً على ما جرى هي الأخرى !!
في تلكم اللحظات رأيتُ جموعاً من الزائرين وهم حشودٌ يتأملون في اختيار نوع الخطاب في زمنٍ عزَّ فيه الخطاب !
الزائرون رأيتهم منهمكون في قراءة نصوص الزيارة المعروفة ودموعهم تنهمر شوقاً وحزناً وأملاً بالخلاص!
لكن الذي أثار عطفي وحزني ولوعتي هو أنني شاهدتُ أحد المشتاقين الملتاعين وهو يلقي بجسده على الأرض مكبّاً على وجهه باكياً صائحاً نادباً يضرب الأرض برأسه وأنفِهِ ذي الشمم على الأرض وتخرج من جميع بدنه زفرات الألم على ما جرى في سامراء من هدم لبناء العَتَبَة الشريفة في هذه البقعة المنيفة ..
 فهذا الزائر الكريم لم يقرأ الزيارة على طريقة الزائرين إخوانه؛ بل زار الإمامين ومَن معهما على طريقته الخاصة ! 
وبعد فراغه سألته وقد تجمَّع الزائرون عنده : لمَ لمْ تزرْ على الطريقة المعتادة، بقراءتك النصوص المبينة الوقّادة ؟؟
أجابني والدموع تنهمر منسكبةً من آماقِ عينيه : ليس هذا وقت قراءة النصوص ،قالها مرتين، فاستحييتُ أن أقول له شيئاً ،غير أني قلت مؤيّداُ : فعلاً ليس هذا وقتُ قراءة النصوص ! هذا وقت إعلان الرفض لكل ما  يمتُّ بصلة إلى بني أميَّة وبني العباس من الأوائل والأواخر، هذا جعفر المتوكل يعود من جديد ليحرث قبور الأولياء ، اتحدت إرادتهم فيما جرى في كربلاء وفيما يجري الآن في سامراء !!
سامراء .. يا حزناً توقد له الشموع؛ شموعاً يوقدها المحبّون على مرِّ الأيام الخوالي من سيف المشتاق الباكي بدل الدموع دماً!
أين مزلزلُ الأرض زلزالها ؟؟ أين المنصور المسَدَّد ؟؟ أين المكفكف دموع الحيارى التائهين ؟؟ أين باعث الحياة في ربى العالَم ؛ أين سيف الله ؟؟ أين وجه الله ؟؟ أين ابن المغيّب في سجون الظالمين المتجرّع مرارة كأس المنون ؟؟ أين حبيب كربلاء ومطفئ نار أوقدها أهل الشرك والعناد ؟؟

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : كاظم السيد مهدي الحسيني الذبحاوي ، في 2012/04/25 .

السلام عليكم . بالنسبة للصلاة وللزيارة أفعل إن شاء الله وأنا الرابح ، لأني سمعت أن الإمام الرضا عليه السلام قال لأحدهم وهو في الحرم : من دعا لأخيه المؤمن بظهر الغيب قال له الملك الموكل به ولك مثلها مئتي ألف ضعف .هذا أولاً وأما ثانياً : فلا تقل لأحد الزائر الذي أكب على وجهه في حرم الإمامين أعرفه جيداً !!

• (2) - كتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي ، في 2012/04/25 .

السيد الجليل والأديب الشامخ السيد كاظم الحسيني الذبحاوي دامت توفيقاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أبكيتنا مرتين لا أبكى اللهُ لك عينا.
مرّة عند توجه القلب إلى سامراء الهادي والعسكري عليهما السلام.
ومرّة أخرى عند ذكركم كربلاء في خاتمة القصة، وكأنكم تريدون أن تقولوا أن ماجرى في سامراء هو إمتداد طبيعي لما جرى في كربلاء. بنو أمية وبنو العباس كتاب أسود تشابهت صفحاته بعد أن تشابهت قلوبهم فأنّى يؤفكون.
إنها من أروع القصص حيث طفت بنا ايها الحسيني الجليل حول اضرحة الطهر والقداسة وحلقت بنا في سما العصمة والنقاء والطيب والطهر.
سيدنا الجليل ايها العبد الصالح هلا تفضلت على هذا العبد الفقير المدعو محمد جعفر بركعتين تحت قبة جدك أمير المؤمنين وحين توجه القلب إلى كربلاء المقدسة فأنت من بيت كريم لايرد سائلا.
أسأل الله تعالى أن يريك باجدادك الطاهرين صلوات الله عليهم السرور والفرج وأن يكتب لك بكل كلمة حسنة ويضاعفها لك اضعافا كثيرة وينفعك بها في الدارين ويبارك لكم في النفس والأهل والمال والولد ويصلح بالكم.
دمتم مسددين

تحياتنا ودعواتنا

محمد جعفر

نشكر الموقع المبارك كتابات في الميزان وإدارته الموفقة ونتمنى التوفيق للجميع




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16500
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28