قال الامام الحسين عليه السلام عن القرآن (كتاب الله عز وجل على اربعة اشياء: على العبارة، والاشارة، واللطائف، والحقائق. فالعبارة للعوام، والاشارة للخواص، واللطائف للاولياء، والحقائق للانبياء). فنحن العوام نعرف العبارات الواضحة من الايات كالصلاة والصوم والزكاة. والخواص من علماء الدين يربطون الاية غير الواضحة بالايات الاخرى. والاولياء وهم الائمة المعصومون فتأويلهم للايات وشرحها حجة علينا. اما الانبياء فانهم لا ينطقون عن الهوى انما يوحى اليهم في شرح الايات "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" (النجم 3-4).

استشهد الامام الحسين عليه السلام بآية "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" (الفتح 10) عندما التقى الحر في منطقة البيضة واصحابه وقال (فانا الحسين بن علي و ابن فاطمة بنت رسول الله نفسي مع انفسكم واهلي مع اهليكم فلكم في اسوة). نزلت اية "فمن نكث" في بيعة رضوان لمن يكسر بيعته ومن تعهد بولاء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في صلح الحديبية بالاستشهاد وعدم الفرار. وحصل كسر البيعة عند اصحاب الجمل كذلك. ولكن اصحاب الحسين عليه السلام لم ينكثوا العهد وكما قال لهم الحسين عليه السلام (اني لا اعلم اصحابا اوفى منكم). وكما جاء في اشادة الامام الصادق عليه السلام لاصحاب الحسين عند الزيارة: اشهد لكم بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي.

قال الامام الحسين عليه السلام لابنته ام كلثوم (اوصيكم بتقوى الله رب البرية والصبر على البلية وكظم نزول الرزية) وبعدها ردد هذه الاية " وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (البقرة 57) التي تتحدث عن معارضة قوم موسى عليه السلام لاوامره الذين شبههم الامام عليه السلام بجيش ابن زياد الذين تعرضوا للقتل والعذاب في الدنيا قبل الاخرة في ثورات متتالية ضدهم حتى قبورهم نبشها بنو العباس واحرقت جثثهم