• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تنظيف العملية السياسية .
                          • الكاتب : احمد البوعيون .

تنظيف العملية السياسية


 
مرت العملية السياسية في العراق بعد عام 2003م بعدة مراحل مهمة وخطيرة ومفصلية كان لها الأثر الكبير في تغيير مسارات عدة قوى سياسية ومنها القوى التي ساهمت في إسقاط الدكتاتورية ، ورغم ظاهرة المد والجزر في حركة هذه القوى السياسية ومكانتها في مؤسسات الدولة كالبرلمان أو الوزارة أو حتى الشارع العراقي، إلا أنها ظلت تحافظ على عدة مبادئ آمنت بها أيام العمل المعارض للنظام المقبور، وهو ضرورة أن تكون الحكومة القادمة ممثلة لجميع شرائح وفئات المجتمع العراقي وان يراعى التمثيل حسب النسب السكانية وان يكون هناك دستور عادل ودائم للبلاد يحتكم أليه ومصوت من الشعب إيماناً منها على ضرورة كنس مرحلة التهميش والإقصاء والظلم لشرائح مهمة من المجتمع العراقي بإبعادها الطائفية أو القومية أو الاجتماعية أو المناطقية .
 
ونتيجة لذلك ومن مبدأ الرحمة والرأفة والمصالحة الوطنية وما فرضته الإرادة الأجنبية على القوى الوطنية بشعارات الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان تسلل إلى العمل السياسي والعملية السياسية في العراق مجموعة من ذباحي النظام السابق الحاقدين على الشعب العراقي وأماله وطموحاته ، فما كان منهم إلا إن نزعوا وجوههم الكالحة الدموية السابقة ولبسوا وجوه تلاءم الشعارات الجديدة وهم يتأبطون مشروع نسف العملية السياسية من الداخل، وهذا ما حدث من اختراقات عديدة في الحكومة والبرلمان والملف الأمني برمته.
 
أن فرصة انسحاب القوات الأجنبية من العراق ورفع الغطاء عن هولاء المتسللين يعتبر اكبر فرصه للقوى الوطنية وعلى مختلف ألوانها إن تسعى جاهدة وبدون محاباة أو مجاملة للعمل على إزالة هولاء المجرمين من المشهد السياسي والأمني من خلال القيام بعملية تطهير مدروسة ومبرمجة وذات هدف استراتيجي، هو الحفاظ على مكتسبات الشعب العراقي والحفاظ على مؤسساته كالبرلمان والدستور والعملية الانتخابية خاصة إننا شهدنا حوادث أمنية وفساد أداري في هذه المؤسسات كتفجير البرلمان واستشهاد احد أعضائه من قبل جماعة الدايني وكذلك عملية التلاعب بالعد والفرز في الانتخابات الأخيرة الذي احدث حالة من الصراع الممل بسبب فارق مقعد واحد .
 
إن عملية التنظيف المنشودة تتطلب إرادة صلبة وقوية تقودها القوى الوطنية وهي تحتاج إلى أدوات صلبة و قوية أيضاً كالقوانين والتشريعات ،والتي من شانها سد الطريق على المتربصين بأبناء الشعب العراقي، ويجب أن تبدأ عملية التنظيف فورا وهي واجب قانوني وأخلاقي وشرعي لأن (النظافة من الأيمان) .
 
وإنا لله وإنا أليه راجعون
 
احمد البوعيون
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16555
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19