• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يَوم المَرأة العَالَمي .
                          • الكاتب : مصطفى خورشيد المندلاوي .

يَوم المَرأة العَالَمي

 يَقولون أنّ يومَ المرأة العالَميّ هو يَوم أحتفَالٍ أعتياديّ بدأ في يَوم (8/مارس/1909م) ثُمّ تحوّل فيما بَعد الى يَوم أحتفَالٍ عالميّ كرامَةً للمرأة والاشادَة بجهودهَا ومَعرفَة قيمَتَها، لكنّي أعتقد بعَدم صحّة هذا التأريخ! فيَوم المرأة العالَميّ والحَقيقيّ قد بدأ يَوم (27/رجب/13 قبل الهجرة) اي قبل اكثر من 1400 سَنة هجريّة ومنذ ذلك الوقت عُرفت المرأة كأنسانة في تلك المُجتمعَات الجاهليَّة..نعم كأنسانة وليس كمَا كانت تفعل الجاهليّة -الموجودة الى يومنا هذا- من قتلهَا أو صلبهَا أو أستعبادهَا أو معاملتهَا كحيوانَة -أجلّكم الله- أو دفنهَا وهي حيّة أو أحتسابهَا بأنّها عارٌ على المَرء أنجابُ المرأة!، كيفَ يكون ذلك وبهنَّ تدومُ الحيَاة؟!، لكن طغت الجاهليّة على تلك المُجتمعات ففعلوا أفعالًا تُدل على حقيقة ذلك الجَهل الذي يُفكر به صَاحبهُ ويتخذّه وسائل تأديبية أو يراهُ حلولًا مُناسبَة لتَلبيّة مُتطلبَاته!..ولازالَت قائمةٌ حتّى يومنا هذا!

فجَاء رَجلٌ قبلَ أكثر مِن أربعَة عَشر قَرنًا مَعروفٌ بأمانَته وخُلُقه الرَفيع في ذلك الوسَط الجَاهلي يُدعى #مُحَمَّد(ص)، وهو الذي أتى بدين الأنسانيّة السَمحاء وجاهَد لرَفع ظُلامَة المرأة..هذهِ المَخلوقَة المُستضعفَة مِن جانِب الجَاهليين حتّى غيّر مفاهيمًا كَثيرَة وأفكارًا مشوّهة تجاه حَقيقة المرأة فأعتَقَد بهَا مَن أعتقد بدينِه أعتقَادًا صَحيحًا فأحسنَ مُعامَلتهَا وكرّمهَا وعزز مكَانتَها المُستَحقة وأنكرهَا آخرونَ بتصرفَاتِهم وأفعَالهم الشنيعَة وأساليبِهم المَاكرَة..!

وفي الحَقيقة انّي لأتعجَبُ مِن أولئك الذين يُصوّرون -رجَالًا ونساءًا- أنّ ما أتى بهِ مُحَمَّد(ص) هو تَقيدٌ لهُن لا حُريَّة سَمِحَة!، فقَالوا أنّ مُحَمَّد(ص) بدينِهِ قد ظَلمَ المرأة وحقوقَهَا وتَناسوا أنّ دينَهُ هو الذي رَدَّ كَرامَة المرأة وَمكانَتها ورَفعَ الظُلَامات التي كَانت تَعيشُهَا..بَل أتعجَب مِن بَعض النُسوَة اللواتي يَعتَقدنَ بصحَة هذهِ الأفتراءات ويصَدّقنَ بها ونَسينَ مُعامَلات أيام الجاهليّة الأولى بهنَ!
والحَقيقة أنّ لولا مُحَمَّد والدينُ الأنسانيّ الذي أتى به لرأينا الجاهليّة الأولى تفعَل فعلتَها بالمرأة!، فكانَ لمُحَمَّد والدينُ الذي جاء بِه فضلٌ كَبيرٌ جدًا عليهِن، لكن للأسف لَم تُقدِّر بعضهُن هَذا الفَضل فصَدقنَ بتلك الأقَاويل وخُيّل لهن بأنَّها صَحيحَة، وَكأنّهن يَحنِنَ الى أيام الجاهليَّة الأولى من صَلب وقَتل ودَفنٍ حيّ...الخ.

وأمّا بعد، فقَد تَجلّى حَقيقَة الدين الذي أتى بهِ مُحَمَّد(ص) والذي بهِ رفَع ظُلاماتِ المرأة و رَدَّ لهَا كَرامَتها ومَقامَها الحَقيقيّ عندمَا قَال: "كُلَّمَا ازدَاد العَبدُ إيمانًا، ازدَاد حُبًا للنِساء" ثُمّ جَاء حَفيدُهُ الصَّادق(عَليه السَلام) وقَال:"مِن أخلاقِ الأنبياء حبُّ النسَاء"
وأنّه مِنَ الأمورِ العَجيبَة أنْ يُقارَن أيمَانُ العَبد بِحُبِّ النسَاء بَل الصَّادق(عَليه السَلام) يَصف حبُّ النسَاء مِن أخلاقِ الأنبيَاء فلِمَ كلُّ ذَلك مقرونٌ بحُبِّ النسَاء؟!

أنّ مسألة حُبِّ الرَجُل للمرأة أو العَكس هيَ غَريزَةٌ فِطريَّة قد أودَعهَا البَاري(عَزَّ وَجلّ) في عِباده وهذهِ لَيسَت صفَةً يمتَازُ بهَا المؤمنُ عَلى غَيرِه مِن العبَاد، لذلك التَسائل يَدورُ حول وجه العلَاقة بين زيادَة حبُّ النسَاء بزيادَة أيمانِ العَبد، ما هذَا الحبُّ؟!
أقول أنّ الدينَ الأسلاميّ الذي جاءَ بهِ مُحَمَّد(ص) هو مُتَممٌ لبَاقِي الأديان وهو دينُ الأنسانيَّة والرَحمَة والرَأفة فمَن فَهِمَ هذا الدينُ الحَنيف فَهمًا صَحيحًا وشَرِبَ مِن يَنبوعه حتّىٰ صار كُلَّهُ حاويًا معَاني هذا الدين القَويم..تَراهُ ذو رَحمَةٍ ورأفَة بَل تجِدَهُ ينظُر لكُلِّ شَيء بعَين العَطفِ الألهيّ والرحمَة الألهيَّة لأنّه أقامَ وجهَهُ لهذا الدين الحَنيف..ولمَّا أودَع الله حِكمتهُ في الرجَال ورحمتَهُ وعَطفَهُ ورأفتهُ في النسَاء منذُ الخَليقَة ومِن ثُمَّ أرسَل رسولَ دينِ الأنسانيَّة والرحمَة الألهيّة المتمثِل بنَفس مُحَمَّد(ص) فأعتقَد بهِ مَن كانَ صَدرُه مُنشَرحًا فبلا شَكٍّ ولا رَيب سيَكتَسَبُ تلكَ الأنسانيَّة والرَحمَة الألهيَّة مِن هذَا الدين.
ومِن طبيعَةِ المَرء يَميلُ للشَيء الذي يُحبّه وكُلَّما زادَ حُبُّه لهُ أكثَر مَالَ إليهِ أكثَر ، ولأنّ الرَحمَة الألهية مودعَةٌ فِي النساء وكذلك في الدينِ الذي جاءَ بهِ مُحَمَّد(ص)، نَصِل الى نَتيجَة مَن دانَ بدينِ مُحَمَّد(ص) مَال الى النسَاء لوجود نُقطَةٍ مُشتَركَةٍ بينَهُما وهيَ #الرَحمَة..على أنّ هذا الميول ليسَت ميول شَهوة فطريَّة بل رَحمَة أنسانيَّة! وكُلَّما أزدَاد المؤمنُ حُبًا وإيمانًا لهذا الدين الرَحيم كُلَّما أزدادَ مَيلَهُ للنِساء المودِعَة فيهِن الرَحمَة الألهيَّة وهذهِ ميزَةُ المؤمن.

ومن هُنا يتَبَين لنا معنَىٰ الحديث النَبويّ الشَريف "كُلَّمَا ازدَاد العَبدُ إيمانًا، ازدَاد حُبًا للنِساء"، ونَفهَم معنَىٰ حديث الصَّادق(عَليه السَلام): "مِن أخلاقِ الأنبياء حبُّ النسَاء"

فأنْ كانَ مُحَمَّد(ص) هو رحمَةٌ للعالَمين فلَقد كَانَت فاطمَة سيّدة الرحمَة الألهيّة لهذَا كنّاها الرَسول(ص) بأنّها "أمُّ أبيهَا" فهي المرأةُ التي أودعَ الله فيها رحمَتَهُ ورأفتَهُ وعَطفَهُ..وهي التي وَرِثَت الرَحمَّة المُحَمّديَّة مِن أبيهَا(ص) فأستَحقَّت أنْ تُسمى بــ"أمّ أبيهَا"، وكَان لعليّ بن أبي طالب(عَليه السَلام) نَصيبٌ مِن هذه الرَحمَّة الألهيَّة المُتجسدِة عَلى هيئَة فَاطِمَة(عَليها السَلام) حتّىٰ قالَ في شأنهَا: "ولَقَد كُنتُ أنظرُ إليهَا فتَنكَشفُ عنِّي الهُمومُ والأحزَان"
لذلك كَان(عَليه السَلام) يُحبُّهَا حُبًا جَمًّا لأنَه أصبَحَ كلَّهُ يَقين بدينِ الرَحمَة فأحبَّ أنيسَتهُ فَاطِمَة(عَليها السَلام).
ومِن هذَا البَاب أقول مَن يود مَعرفة مدىٰ أيمانِه فليَعرف مَدىٰ حُبِّه للنِساء مِن مُنطلق الرحمَة لا الشَهوة لأشتراك هذه الرحَمَة الألهيَّة بالدين والنسَاء، بَل قورِنَت التَقوى بهِن أيضًا حتّى قال(ص): "أخبَرني أخي جبرَئيل، ولَم يَزَلْ يوصِيني بالنسَاء حتّى ظنَنتُ أنْ لا يُحِلُّ لزَوجِها أنْ يقولَ لها: أف، يا مُحَمَّد: اتَّقوا الله(عَزَّ وَجَلّ) في النِساء"

نعَم هذا هو الدين الذي جاءَ بهِ مُحَمَّد(ص)لرَفع ظُلامَة المرأة، هذا هو الدينُ الذي أحيَا كرامَة المرأة وبيّنَ مقَامَها وصَانَها وَ وقَّرَها وحمَاهَا مِن أيام الجَاهليَّة وأشباهِ الرِجال، فتُعسًا للذينَ يَقولون أنّ دينَ مُحَمَّد(ص) لَم يردّ حقَّ المرأة، وَتُعسًا للواتِي يُصَدِقنَ أكاذيبَ الجَاهليين فيُحارِبنَ مُحَمَّد(ص) الذي كَان لهُ الفَضلَ الكَبير عليهِن وأجرًا غيرَ مَمنون!
وفي الختَام قَال(ص): "لا تَكرَهوا البنَات، فإنَّهُن المؤنِسَاتُ الغَاليَات"، فمَن كَرِهَ ابنَتَهُ او زوجَتَهُ فليُراجِع دينَه وأيمَانه!، شُكرًا لله عَلىٰ نِعمَة المرأة.

#يَوم_المَبعَث_النَبَويّ_يَوم_المرأة_العَالَميّ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165671
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28