من غير الصحيح قراءة غزو الكويت قراءة ضمن دائرة الخلاف العراقي الكويتي فقط، لان هذه القراءة ستكون قراءة بعيدة عن واقع الاحداث، فمسالة غزو الكويت كانت ضمن برنامج دولي اتضحت معالمه بعد مرور 12 سنة على اقتحام القوات العراقية للكويت واستباحتها ارضا وشعبا.   

ان المتتبع لاحداث عالم مابعد الثورة الصناعية في اوروبا وتوجه اوروبا لاحتلال العالم وترك الصراعات العسكرية الاوربية الاوربية داخل اوروبا يجد ان هناك قرارا موحدا اتخذته الدول المسيحية التي يمتد نفوذها من شمال قارة اسيا والى اوربا والعالم الجديد في الولايات المتحدة الامريكية اضافة الى القوى البوذية العالمية المتمثلة بالصين والهند والكوريتين يقتضي ان لا يكون هناك عالم اسلامي موحد وان يكون العالم الاسلامي مقسما مجزءا مفككا ضعيفا تتسلط عليه القوى المختلفة لمنع ظهور دولة اسلامية جديدة من شانها ان تشكل تهديدا حضاريا للامم المسيحية والبوذية، وهذا ما نجده ماثلا للعيان في كيفية تعاطي الدول الاوربية التي احتلت العالم ثم اضطرت نتيجة الثورات ضدها الى منح الشعوب المحتلة استقلالها فبريطانيا العظمي التي احتلت شبه القارة الهندية منحت الهند الهندوسية الاستقلال كدولة واحدة بينما قسمت المناطق المسلمة الى دول متعددة باكستان افغنستان بنكلادش ماليزيا العراق دول ومشايخ الخليج اليمن السودان مصر فلسطين الاردن وكذلك الحال بالنسبة للاحتلال الفرنسي سوريا ولبنان وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والصومال وجيبوتي مع احتفاظ اوربا دائما بحائط عزل بينها وبين روسيا وهو تركيا ولضمان بقاء سيطرتها على العالم الاسلامي وتفكيكه عمدت القوى الدولية الى منح وطن قومي لليهود الذين يهدفون الى السيطرة على قلب العالم النابض وهو ما تمثله المنطقة التي تشغلها الشعوب الاسلامية وما تبينه بوضوح اطروحاتهم السياسية فمن وطن قومي الى اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ثم الى الشرق الاوسط الجديد والديانة الابراهيمية وعند القاء نظرة تاريخية نجد ان جميع الدول غير الاسلامية اعترفت بدولة اسرائيل ودعمتها بكل وسائل الدعم البشري والمالي والاقتصادي والسياسي والاعلامي والتقني .