• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شرح الخصلة الثانية من الرواية: ( يرفع الله البركة من رزقه ) .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

شرح الخصلة الثانية من الرواية: ( يرفع الله البركة من رزقه )

ومن الآثار المترتبة على إقامة الصلاة في وقتها نزول البركة في الرزق، وبخلاف ذلك فلو تهاون المصلي عن أداء الفرائض فان البركة تسلب من رزقه، وتكون معيشته معيشة ضنكيّة، كلها عناء وتعب، كما أن الكثير من الأعمال تزيد في الرزق وتجعله مباركا ً.

ومن هذه الأعمال الصدقات، وقد قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(1).

كما أن من يعظم الصلاة، ويقوم بكافة شروطها وأدبها يكون من أوضح مصاديق التقوى والخوف من الله تعالى، والأمتثال لأوامره ونواهيه، وقد أشار القرآن الكريم إلى أن الذي يتمتع بالتقوى سوف تفتح عليه أبواب الرزق الآلهي، سعة العيش، وينتفي عنه الفقر والفاقة، وهذا ما نجده في قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)(2).

وقال تعالى : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ)(3).

دلت هذه الآية الكريمة على أن إقامة الصلاة تزيد في الرزق والبركة، ومن يراجع الروايات في الكتب والمجاميع الحديثيّة يجد الحقائق التالية:ـ

أولاً: البركة في الأرزاق تجعله كثيراً حتى وإن كان قليلا ً .

ثانياً : ان التقوى من أسباب نزول البركة في الرزق الآلهي .

ثالثاً: صلة الأرحام تكون سبباً لزيادة البركة .

رابعاً: الأدعيّة والمواظبة عليها تزيد في البركة .

خامساً: العمل الحلال، والأنفاق على العيال يزيد في البركة .

سادسا: دفع الصدقات، والأنفاق في سبيل الله عزَّ وجل من أسباب نزول البركة.

سابعاً: الاهتمام في الصلاة، وإقامتها في وقتها المحدد يعد من الأسباب في نزول البركة في كل شيء ومنها في العمر، ويجعل عمر الإنسان طويلاً، وبخلاف ذلك سوف يؤدي التهاون بها الى قلة العمر وسلب البركة فيه .

كما أن المكسب الحلال يكون سبباً في البركة في الرزق وبخلاف ذلك اذا كان المكسب حراماً؛ فأنه يرفع البركة، والتهاون في الصلاة يمحق ويمنع البركة في الرزق والعمر، كما أن البركة هي من الناحيّة الكيفيّة لا الكميّة؛ فلربما كان للبعض الكثير من الذريّة من ناحيّة الكم، أما من ناحيّة الكيف لا بركة بهم فهم غير صالحين، وكذلك من كان عمره طويلاً إلا أنه لا بركة فيه لكثرة ذنوبه ومعاصيه، وكذلك الحال من كانت أمواله كثيرة إلا أنها ممحوقة البركة .

وبالنتيجة ان مطلق الذنوب والمعاصي تحجب الرزق، وتمحق البركة، ومنها هو التهاون في الصلاة وقد ورد في ذلك ما هو مروي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ( فإن العبد ليُحْرَم الرزق بالذنب يصيبه )(4).

المصادر

[1] - سورة البقرة : الآية : 261.

[1] - سورة الطلاق : الآية 2 / 3 .

[1] - سورة طه : الآية :133.

[1] - مستدرك الوسائل : ج5، ص178.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=166297
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3