مايميز به الشيعة الإمامية عن غيرهم من أهل المذاهب الإسلامية بعد إقبار رسول الله ( ص ) هو هذا المفصل الإذعان والإعتقاد والولاء والإعتراف بأحقية وظلامة
السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من قبل الشيعة الإمامية وغيرهم يقفون مع غاصبي حقهم وظالميهم .
و لأجل صيانة هذا الدين على نحو الجزم والإعتقاد لأن المسألة ليست جزئية فرعية مثل مسألة زفاف القاسم وغيرها من القضايا التاريخية التي لايؤثر الخلاف فيها. نلاحظ أن أصحاب المسؤولية من حماة الدين يقفون موقفا حازما وسلوكا وسيرة قائمة عند علمائنا لم يبتدعها الشيخ التبريزي والشيخ الوحيد الخراساني فإن من يقرأ التاريخ يجد آية الله العظمى الشيخ حسين النوري كما في طبقات أعلام الشيعة لأغا بزرك الطهراني أنه هو من سن المشي على الأقدام لأربعينية الإمام الحسين وكذلك الشيخ محمد تقي الشيرازي صاحب ثورة العشرين والسيد بحر العلوم في الإصرار على المشي والركض في ركضة اطويريج والإمام السيد محمد سعيد الحكيم وقد رآه الكثير وهو يمشي إلى أربعين الحسين حاثا زوار الحسين على المشي وإحياء المناسبات الدينية. فإن هذا الأمر هو إحياء أمر أهل البيت الذي قال عنه الإمام الصادق " أحيوا أمرنا " .
وأصر الشيخ التبريزي في قم المقدسة على المسيرة حافيا نصرة للزهراء لإظهار المظلومية وأيده على ذلك الشيخ الوحيد الخراساني وكافة المراجع العظام .
لا أحد يشك في أن الإسلام متمثل في أهل البيت وبتعبير آخر أن أهل البيت هم المصاديق التامة والكاملة للإسلام الذي يجب في كل وقت نصرته والسيدة الزهراء هي الوجه الحقيقي الخارجي وهي الإسلام المتحرك كما عبر عنها رسول الإسلام " فاطمة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها " وكلما أنكر أحد من مقامات الزهراء الثابتة المتواترة المقطوعة أنكر شيئا من الإسلام وأنكر ما جاء به النبي محمد (ص) . فتصدر المرجع بحجم الشيخ الوحيد الخراساني بهذه المسيرة والتي تقدر بالآلاف هو نصرة ومواجهة الحق ضد الباطل لا تعصبا وتشددا من أجل خلاف تاريخي كما يريد أن يصور البعض ويدافع .
الأمر الملفت للنظر في هذه المسيرة هو ازدحام الناس لرؤية وجه الشيخ الوحيد وهذا الإصرار على هذه الرؤية المرادة ليس المراد منها رؤية الشيخ لشخص الشيخ وإنما هو وجه يمثل النيابة عن المعصوم فلو كان المعصوم بين أيدينا لكان الإصرار على رؤيته أكثر فأكثر. وهذا شيء جميل في الوقت الذي لم يكن مع أمير المؤمنين إلا القلة القليلة . اليوم أصبحت مئات الملايين تريد نصرة المعصوم وتريد نصرة الزهراء وهذا كله ببركة وفضل علمائنا وحكمتهم وهدوئهم واقتدائهم بسيرة وسلوك الأئمة في مراعاة الظروف الموضوعية للمحافظة على دماء وأرواح الشيعة في العالم من قبل المتربصين لهم .
وتصدر هذه المسيرة تجرنا إلى فتح أبواب تاريخية وهي لابد للمسلم الشيعي وغيره أن يفهم التاريخ الصحيح السليم من السقيم ، أن يفهم التحليل التاريخي عوض السرد التاريخي ، ينبغي لأي مسلم أن يفهم التاريخ حسب المقاييس العلمية حتى يستطيع أن يفرز الحق من الباطل ويفرق بين الخطأ والصواب .
وهل أن الإمام هو أحق بالأمر من غيره بالإعتقاد وليس بالأمر الزمني فإن دورة الزمن انتهت الإمام غصب حقه وظلم وجرى ماجرى لكن المقصود من الذي تبرأ الذمة في الأخذ منه هل أخذ الدين من سيدة نساء العالمين يبرأ الذمة أم الذي يطبل البعض له ويدعو لأن يأخذ نصف الدين عن فلانة والنصف الآخر عن فلان . التركيز على مظلومية الزهراء بكل أبعادها سواء غصب الحق ام صنوف الأذى الذي واجهته حتى الإستشهاد ولاسيما دفاعها المستميت عن إمامها وسيدها أمير المؤمنين وإن كلفها بدل مهجتها هو من أجل الإسلام , فلا بد للمسلم أن يعلم أن الزهراء ضحت بروحها وبكل ما تملك من أجل الإسلام. لأن الإسلام متمثل في علي إبن ابي طالب أمير المؤمنين.
لذلك يشكل الشيخ الوحيد بالنسبة للمعصوم
طريقا ولذلك نظرة الناس له ولغيره من المراجع العظام الجامعين لشرائط الفتوى ومن عنده أهلية وكفاءة على نحو الطريقية لا الموضوعية ، لاينظرون إليه من خلال مقامه بل ينظرون له ولغيره لأنه طريقا إلى المعصوم وموصلا إليه.
الإصرار من المرجع الخراساني في هذه المسيرة التي تقدر بعشرات الآلاف وفيهم النخب من العلماء المراجع والمثقفين وأصحاب الإختصاصات والتجار والعمال والكسبة العاديين هو التوثيق العملي لظلامة الزهراء حتى لايأتي أحد ويشكك ويستغرب ويشكل ويقول أين شجاعة أمير المؤمنين وما قام الإسلام إلا على سيفه فهذا معناه الجبن ويقولون لماذا لايدافع عن عرضه وهذه يشكل بها البعض من السلفيه ويعرض بها الليبراليون ومع الأسف البعض من الشيعة صار متأثرا بهذا الفكر .
وهذا الفكر أعني إنكار ما جرى على الزهراء والمقصود به مجاملة بعض السنة مع الأسف المقصود به أن نتنازل ولا نعترف بوحشية القوم ويتعدى الأمر حتى يكون إنكار لما جرى على أهل البيت في كربلاء وأنتم تشاهدون الإعلام اليوم ماذا يبطن للشيعة وكيف يغير الحقائق ويقلبها حتى يخفي الطواغيت ظلمهم أم أن أرواحنا وظلاماتنا أغلى من اهل البيت ؟
من أهداف هذه المسيرة خلق الروح الفاطمية الولائية عند الشيعة الإمامية لأن الزهراء هي الأسوة وهي القدوة وهي رحمة للعالمين , على العالم أن يتعرف على السيدة فاطمة الزهراء ويقرأ الإسلام من خلال خطبتها ومواقفها ودفاعها وثورتها لا أن يقرأ اسلام الإسم والرسم من الذين خالفوا منهج فاطمة ومنهج رسول الله لأن البعض من المسلمين خالفوا نص القرآن وخالفوا سنن رسول الله والمشكلة الكبرى أن الناس تتبعهم وغير المسلم يتعرف على الإسلام من خلالهم .
السيدة الزهراء موحدة للقلوب وإن اختلف البعض ولم يهضم فكر الشيخ الخراساني وغيره من المراجع العظام ولكن هذه السيرة العملية وأنوار هؤلاء العلماء أصبح تأثيرهم على هؤلاء فأصبحوا والحمد الله في الجانب العملي يسيرون بسيرة الشيخ والمراجع من تعظيم هذه الشعيرة في المناسبات الثلاث أعني وفاة الزهراء ويقيمونها أكثر من ليلة والحمد لله رب العالمين . وهذا بفضل التوثيق العملي الذي أشرت إليه
هذه المسيرة المقدسة التي اتسمت بالحزن والألم منبعهما الإيمان الصادق والولاء العميق للزهراء ، هذا المظهر بقيادة هذا المرجع العظيم يساوي تمسك سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد وعمار بن ياسر وغيرهم ممن تمسكوا بولاية أمير المؤمنين ونصروه مهما كلفهم الأمر من أجل الإسلام. |