• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نحنُ كالأطفالِ قَطعًا ! .
                          • الكاتب : مصطفى خورشيد المندلاوي .

نحنُ كالأطفالِ قَطعًا !

الأمُ هيَ التي تَتَحمَّلُ صعوبَةَ الحَملِ وتَحمِلُ طِفلَها حيثُ لا يَحملُ أحَدٌ أحَدًا وتَصبرُ عَليه لـتِسعَة أشهُر.. ومِنَ المُفترض عندمَا تُنجبُ هذا الطفل فلَهَا الحق أنْ تَتَضجَّر أو تَملَّ منهُ لأنّها عانَتْ ما عانَتْ بسَببه! لكنَّ الغَريبَ والعَجيب إنّ الأم عندما تُنجبُ طفلَها فأذا بنَا نُلاحِظ إنَّها تزدادُ حبًا لوليدِها وتفيضُ بمَحبَتها عَليه!
تَسهرُ لأجلهِ وتُحافظُ علىٰ نَظافته، تُطعمهُ و تُشربهُ، بل وتُجاهدُ في سبيل تَحصيل سَعادَته وراحَتهِ ورعايَتهِ!، بل في مراتٍ كثيرَة تَستَعدُ للمُعاناتِ و الوَيلاتِ التي قد تواجِهُها كلّه في سبيلِه!

فلَو أدركَ هذا الطفلُ الذي لَا يَفقَهُ كَثيرًا مِنَ الأمور والأشياء ما تفعَلهُ أمّهُ في سَبيله..لعَبَدَ أمّهُ بالطاعَة وصلّىٰ لها بذِكرِهَا وأظهرَ لها الذلّة و قدّسها وخَشَع قلبَه ونفسَه كلّه لها، بل لعلَّه يُسبّحُ لها ويُرَدِد "أمّي ثم أمّي ثم أمّي ثم أبي"

أقول: نحنُ كالأطفالِ قطعًا، فلَو أدركنا حقيقةَ خالقِ هذا الكَون و عَرَفنَا "الله" جَلَّ جلالَه لَمَا تَهاوَنّا في عبادَتنا أيّاه ولَمَا قصّرنَا بحقهِ كلَّ يَوم أو تكاسَلنا في أنْ نُسبحَهُ فنُرَدِد ونقول علىٰ الدَوام "يا الله يا الله يا الله.."
فنحنُ كلّ يومٍ في حَضرَتِ ومَحضَرِ وحضورِ صَاحب الفَيض المُقدّس "الله" !
كمِ الكَافرُ بوجودِ الله بائسٌ..كمِ الجَاهلُ والنَاقمُ والمُعترضُ على الله بائسٌ..بدلَ أنْ يَعبُدَ خالقهُ حقَّ عبادَته فأذا به يجعلهُ حديثَ التَسليةِ أو السُخريَة و رُبما يَسبّه!!
كمْ إنّهُ لا يَستَحي ولا يَحملُ ذرةً مِنَ الحَياءِ أو الخَجَل!
فلَو عَرَف قَدرَ نَفسهِ لَمَا تَجرأ علىٰ خَالقهِ أو تَطَاولَ عَليه!
أدناه بَعض الأدعيَة التَأدُبيّة التي تُبيّن وتَكشفُ العِلاقَة بينَ حَقيقَة الأنسَان وقَدْرِهِ وحَقيقَة خَالقهِ وشَأنِه:

-((فَلَمْ أَرَ مَوْلىً كَرِيماً أَصْبَرَ عَلى عبْدٍ لَئِيمٍ مِنْكَ عَلَيَّ يارَبِّ، إِنَّكَ تَدْعُونِي فَأُوَلِّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ، كَأَنَ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِي وَالاِحْسانِ إِلَيَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَأرْحَمْ عَبْدَكَ الجاهِلَ، وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسانِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ)).
دُعَاء_الأفتِتَاح

-((فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدى وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً لاَِضِجَّنَّ اِلَيْكَ بَيْنَ اَهْلِها ضَجيجَ الآمِلينَ وَلأصْرُخَنَّ اِلَيْكَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخينَ، وَلأبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ، وَلأنادِيَنَّكَ اَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصّادِقينَ، وَيا اِلهَ الْعالَمينَ)).
دُعاء_كُمَيل_بِن_زيَاد

-((وَعِزَّتِكَ ياكَرِيمُ لاَطْلُبَنَّ مِمّا لَدَيْكَ، وَلالِحَّنَّ عَلَيْكَ، وَلاَمُدَّنَ يَدَي نَحْوَكَ مَعَ جُرْمِها إِلَيْكَ يارَبِّ فَبِمَنْ أَعُوذُ، وَبِمَنْ أَلُوذُ، لا أَحَدَ لِي إِلاّ أَنتَ، أَفَتَرُدَّنِي وَأَنْتَ مُعَوَّلِي وَعَلَيْكَ، مُتَّكَلِي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلى السَّماء فاسْتَقَلَّتْ وَعَلى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَعَلى الجِبالِ فَرَسَتْ وَعَلى اللَيْلِ فَأظْلَمَ، وَعَلى النَّهارِ فَاسْتَنارَ، أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي كُلَّها، وَتَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها صَغِيرَها وَكَبِيرَها، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ ماتُبَلِّغُنِي بِهِ شَرَفَ الدُّنْيا وَالآخرةِ ياأَرْحَمَ الرّاحِمِينَ)).
دُعاء_الجَوشَن_الصَغير




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167029
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16