• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بغداد هكذا رأيتها .. السيطرات وما ادراك مالسيطرات .
                          • الكاتب : د . ناهدة التميمي .

بغداد هكذا رأيتها .. السيطرات وما ادراك مالسيطرات


 منذ طفولتي وانا شغوفة بالسفر واحب زيارة البلدان , وكنت قد سافرت مع اخي وانا في الثانوية الى تركيا ودول اوربا الشرقية واليونان وبعدها لم يمر علي عام الا وانا في سفر,, احيانا اكثر من خمس او ست مرات في السنة .. رايت في رحلاتي الكثير وشاهدت الكثير واعجبت بالكثير من المعالم التاريخية والحضارية والانسانية .. ورايت الكثير من العادات والتقاليد لشعوب العالم والعرب والمنطقة غير اني لم اشاهد ابدا شيئا كالذي يوجد عندنا ..
فالعراق ارض بابل وسومر واشور واكد , وهو مركز خلافة امير المؤمنين عليه السلام, وهو النهرين الخالدين , و الكنوز الارضية والالهية والروحانية
فعند زيارة العراق تشعر بآصرة قوية تشدك اليه تستشعر منها عبق التاريخ وسحر الف ليلة وليلة, وترى المصابيح ليلا مهما كانت اضاءتها خافتة وكانها مصابيح علاء الدين السحرية التي تخفي اسرارا وتعبر بك بحارا وتفيض عيونا وخيالا وانت جالس في مكانك تراقبها
وفي بغداد على وجه الخصوص,  هناك المرقد الذهبي للامام الكاظم عليه السلام وجامع براثا حيث بات سيد البلغاء وامام المتقين ليلته فيه في ضيافة راهب مسيحي بعد معركة النهروان وهناك  مرقد ابو حنيفة النعمان رضي الله عنه وهناك الكرخ والرصافة الشاهدتان على التاريخ , كلها معالم تزين وجهها القمري مثل شذرات الذهب على وجه قمر فضي, فهي عاصمة الخلافة الاسلامية لقرون وحاضرة الدنيا وسليلة التاريخ.

ولكن هنالك مايشوب هذا الجمال ويترك في النفس غصة عندما ترى وجه القمر هذا تعلوه الازبال وبشكل غير حضاري يبعث على الاكتئاب والتساؤل, أهو تقصير من الدولة التي لاتعيّن عمال نظافة بشكل كاف وتوفر سيارات تنقل الازبال بعيدا عن المناطق السكنية ام انه اهمال المواطن نفسه وعدم اكتراثه بالصحة العامة وجمالية المنطقة.

وهنالك شي اخر يعكر صفو هذه المدينة الموغلة في التاريخ والتي تتوسط النهرين الخالدين ..!!!..
الا وهو السيطرات ..
فما ان تستقل سيارة قاصدا اي مكان حتى تواجهك مشكلة عويصة اسمها السيطرات الامنية .. اذ وبعد كل عشر دقائق تواجه سيطرة تعطلك نصف ساعة او اكثر , وهكذا يكون المشوار الذي كان المفروض ان تصله بنصف ساعة , ساعتين او اكثر مما يضيّع وقت المواطن ويومه وقد لاينجز العمل الذي خرج من اجله لانه غالبا مايصل متاخرا ,
و الادهى والامر .. ان هذه السيطرات لم تمنع يوما التفجيرات ولاجعلت المواطن في مأمن من المفخخين ولا العبوات التي منذ التغيير والى يومنا هذا نسمع بانفجارها تقريبا وبشكل يومي
يعتقد بعض الناس جازما ان السيارات المفخخة لاتخرج من بيوت المواطنين الذين لايهمهم سوى تامين لقمة عيشهم وسير حياتهم بشكل مقبول .. ولكنها تخرج من بيوت المسؤولين ومقراتهم ومع مواكبهم لانها تتمتع بالحصانة ولاتخضع للتفتيش ..
 وعليه فان السيطرات لم ولن تمنع التفجيرات .. وهنالك طرق اكثر حضارية وانسيابية قد تكون هي البديل الافضل ,مثل الاقواس الالكترونية على بوابات بغداد والشوارع المهمة والكاميرات التي تسجل كل شيء والمعلومات الاستخبارية, قد تكون افضل واامن من السيطرات التي تعطل المرور وتسبب الزحام والضجر لدى المواطن,,  مع تشديد الرقابة على بيوت المسؤولين ومقراتهم وكبار مسؤولي الامن والاجهزة الامنية لانه بات يقينا لدى المواطن اليوم ان المفخخات لاتخرج الا من بيوت آمنة من التفتيش والرقابة.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16719
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28