لم يكن اكثرنا تشاؤما من عبثية المشهد العراقي ان يتوقع وصول الاوضاع على ارض الرافدين الى هذا الحد من التدهور على نحو ما تظهره الصوره الراهنه في ارض عراقنا الغاليه . وتبدو ازمات بلدنا كما لو كانت استنساخا لمركب واحد جرى تكراره في بعض البلدان ..يبدأ بعد الاتفاق الداخلي على مشروع وطني للبناء ثم يتحول الامر الى صراع سياسي لا يلبث ان يعقبه انفلات امني ثم لا سمح الله اقتتال داخلي يدفع الواطن العراقي ثمنه من دمه واهله وماله ..ولعل الخيط المشترك في هذه الاحداث جميعا هو فشل بعض النخب المتصارعه في الاحتفاظ بكياناتها السياسيه موحده دون عبث ..في حين لم يعر اي منها اهتماما للنتائج الكارثيه التي يخلفها الصراع على الاوضاع الانسانيه في العراق والتي هي في اسوأ حالاتها ...
الساحه السياسيه العراقيه...حبلى بالمفاجآت ....وفواتير الخلافات المعلنه وغير المعلنه بين الكتل والتيارات والاحزاب والحركات السياسيه ..... يدفعها المواطن البريء ..في وسط ضبابي..وجدت فيه بعض الفصائل المشاركه بالعمليه السياسيه ذريعه للايغال بسفك الدم العراقي الطاهر ومؤازرة الفصائل الارهابيه ... وما يفعله الهاشمي وامثاله في جولاته المكوكيه خير دليل...
الدكتور
يوسف السعيدي