لان الوفاء طبع ضمائر العراقيين النجباء وسكن قلوبهم , ولان غيوم الشر السوداء مهما علت وعمرت في سماء الوطن مصيرها إلى زوال وقد زالت, لان انعكاس نور الشمس نشاهده في القمر , لان عبد الكريم قاسم شمس العراق وقمره , فان معاصريه ومن عقبهم من أجيال مازالوا يبكون وطنيته ونزاهته , ما زالوا يتذكرونه بخير كلما سرق لصوص رسميون خزائن الوطن , كلما باع البعض من الساسة ضمائرهم برماد سجائر الغرباء , كلما حلك الظلام علينا نتذكره على قاعدة.."وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر" عن أي بدر نكتب ونحكي عن بدر ظل معلقا في سماء الوطن وفي ذاكرة الوطنيين .
مبادرة كريمة تلك التي تبنتها شبكة الإعلام العراقي برد جزء بسيط من الاعتبار للشهيد قاسم , حينما أعلنوا عن مسابقة لتصميم نصب يمثل استشهاد قاسم في دار الإذاعة والتلفزيون العراقي التي تتمثل في شبكة الإعلام العراقي , على الرغم من ان المبادرة كريمة إلا ان المبلغ المخصص للفائز ثلاث ملايين تعادل ما يقارب 2400 دولار, لا تكفي ثمن تذكرة طائرة ذهابا وإيابا للعراقي المقيم في أمريكا وأوربا , إذا رغب احد الفنانين المقيمين في الخارج المشاركة في المسابقة .
هل كتب على عبد الكريم قاسم ان يعيش ويموت فقيرا وان تكون جائزة تصميم نصبه فقيرة و زهيدة !؟.
المبادرة طيبة وكريمة لكن ...
لماذا حددت شبكة الإعلام مبلغ الجائزة بهذا المبلغ الزهيد ؟.
ربما ان ميزانية الشبكة لا تتحمل جائزة بمبلغ اكبر. رئاسة الوزراء مطالبة برد الاعتبار للزعيم عبد الكريم عبر تسمية مطار بغداد باسمه, أو تسمية احد شوارع بغداد الرئيسة , أو ان تسمى هيئة النزاهة باسم هيئة عبد الكريم قاسم لارتباط النزاهة والعفة ونظافة اليد بقاسم .
اقترح على رئاسة الوزراء زيادة مبلغ جائزة تصميم النصب , أو أن تخصيص جائزة تحمل اسم الشهيد قاسم تسمى جائزة عبد الكريم قاسم تمنح لمن يستحقها وتشمل أبواب عدة , كأن تكون جائزة للنزاهة, وأخرى للوطنية ,وثالثة للضابط المثالي , ورابعة للإبداع والانجاز العلمي والطبي والفني والأدبي .بهذا نكون قد ساهمنا برد الاعتبار لزعيم خلد في ذاكرة الفقراء والوطنيين العراقيين لنزاهته ووطنيته وطيبته .
خطوة مباركة خطوة شبكة الإعلام العراقي , هي بداية جادة تؤسس لتكريم وتخليد كل من ضحى من اجل العراق الواحد من كل الطوائف والأعراق .
للفنانين الذين ينوون المشاركة أقول .. إذا ظل مبلغ الجائزة دون زيادة فان الجائزة الكبرى التي ستحصلون عليها هي حب اغلب العراقيين لكم وخلودكم مستقبلا , لأنكم تقومون بعمل وطني كبير من خلال تجسيدكم لزعيم وطني خالد في ضمائر معظم العراقيين .
أخشى ان تكون جائزة ومبادرة تصميم تمثال لعبد الكريم يتيمة قاسم حالها مثل حال فقراء الشعب العراقي , الذين ظلوا أيتام بعد استشهاده لم يسأل عنهم احد من الساسة !!!.
أحياء الصفيح في بغداد والمحافظات تشكو لله ما يعانيه من يعيشون فيها , مازالت تبكي قاسم الذي أدمن زيارة الفقراء في صرائفهم وبيوتهم وأسواقهم , وأنجز وعده واجبه الوطني بمنحهم الأراضي والقروض لتشيد مساكن تليق بهم, وشيد دورا ووزعها على الفقراء
الخلود ان تظل معانقا وجدان الوطنيين وذاكرتهم |