الإمام أمير المؤمنين (ع) غنيٌ عن التعريف بين المسلمين، وعند أهل الكتاب، بما جاء في القرآن الكريم، وحواه من الآيات المباركة بحقه. إذ أجمع المفسرون، واصحاب السيرة التاريخية، إن الإمام علي (ع) نزلت بحقه الكثير من الآيات القرآنية، التي تمجّد مواقفه المشهودة في جميع المجالات. ولم يختلفوا فيه كما اختلفوا في بعض الصحابة. فكان (ع) المثل الأعلى للناس في الإيمان والجهاد وصدق العزيمة، بعد شخصية الرسول الكريم محمد (ص) وآله والذي ما انفك يوماً من تمجيد الإمام (ع) وسط المسلمين، حينما قال (ص) له: {ياعلي إنك تقاتل على تأويل القرآن من بعدي، كما قاتلت على تنزيله) صدق رسولنا محمد (ص) وآله. وكما قال ابن عباس (رض): نزلت في علي (ع) ثلاثمائة آية... وإليك أخي القارئ العزيز جزءاً يسيراً من تلك الآيات القرآنية والتي اجمع عليها اهل التفسير والسيرة والتاريخ.
1.  {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} الأحزاب/ آية 33.
نزلت الآية في خمسة وهم؛ رسولنا محمد (ص)، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام) وادخل أهل البيت معه تحت الكساء، وقال (ص): (اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي (أي خاصتي) أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فقالت أم سلمة: وأنا معهم. قال (ص): إنك على خير...
2.  { فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} النحل/ آية 43.
عن جابر في هذه الآية قال: لما نزلت هذه الآية، قال علي عليه السلام: (نحن أهل الذكر) وهذا هو المأثور عن سائر الأئمة (ع)، إنهم أهل الذكر الذين يعلمون ما يعلمه الرسول (ص) وآله...
3.  { إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} الرعد/ آية 8.
عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية، وضع رسول الله (ص) وآله يده على صدره، وقال: (أنا المنذر، وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون).
4.  {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} الواقعة/ آية 10-11.
قال الفضل بن روزبهان، وهو من كبار علماء وجمهور المسلمين في كتابه: (ابطال الباطل): جاء في رواية السنة: (سباقوا الأمم ثلاثة؛ مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار، وعلي بن أبي طالب).
5.  { إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ} المائدة/ آية55.
عن أبي ذر الغفاري (رض) قال: صليت مع رسول الله (ص) يوماً صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطِه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله، فما أعطاني أحد شيئاً، وعلي كان راكعاً، فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان فيه خاتم، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي (ص) وآله فقال: اللهم أن أخي موسى سألك فقال: ربي اشرح لي صدري... إلى قوله: واشركه في أمري... فأنزلت قرآناً ناطقاً: ((قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً)) اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أشد به ظهري)) فقال أبو ذر: فوالله ما أتم الرسول هذه الكلمة، حتى نزل جبرائيل فقال: يا محمد اقرأ:{ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ}.
6.  {وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً} الإنسان آية 8-9.
عن ابن عباس قال: إن الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول الله (ص) وآله في أناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك، فنذر علي وفاطمة وفضة – وهي جارية لهما - إن شافهما الله تعالى، أن يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما معهم شيء. فاستقرض علي من شمعون ثلاثة أصواع من شعير، فطحنت فاطمة صاعا منها، فخبزته خمسة أقراص على عددهم، وصلى علي (ع)، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه للإفطار، فأتاهم مسكين وسألهم كل من قوته، فباتوا ولم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صائمين. 
فلما أمسوا وضعوا الطعام بين أيديهم، وقف عليهم يتيم فآثروه، وجاءهم في اليوم الثالث أسير ففعلوا مثل ذلك. فلما أصبحوا أخذ علي بيده الحسن والحسين، ودخلوا على الرسول، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع، فقال: يا أبا الحسن ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم. ثم قام وانطلق معهم إلى ابنته فاطمة، وهي في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها فساءه ذلك...
فنزل جبرائيل وقال: يا محمد خذ ما هنالك في أهل بيتك، فقال: وما آخذ يا جبرائيل، قال:{ هَلْ أَتى عَلَى الإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً... حتى بلغ ... إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً}.. سورة الإنسان.