• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حزب الإتحاد الطالباني ؛ رئاسة دائمة للمام ! .
                          • الكاتب : مير ئاكره يي .

حزب الإتحاد الطالباني ؛ رئاسة دائمة للمام !

 

[ لِمَ تقولون مالا تفعلون ] ! قرآن كريم 
[ من أعظم المتناقضات وأكبر السخريات والنكبات أن يفعل رئيس نقيض ما يعلنه لشعبه ] !   
 
لقد أثبت السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الفدرالي الحالي ، الرئيس والأمين العام الدائم والى مدى الحياة للاتحاد الوطني الكوردستاني انه وحزبه لايختلفان كثيرا عن الحزب الديمقراطي البارزاني ورئيسه الدائم ، والى مدى الحياة أيضا السيد مسعود البارزاني ! . 
في الفترة القريبة الماضية ، وفي لقائه مع جريدة ( هاولاتى ) التي تصدر في إقليم كوردستان باللغة الكوردية أعلن مام جلال طالباني إنه سوف يرشِّحُ نفسه لرئاسة حزبه الاتحاد الوطني لدورة أخرى . برأيي أن عمنا جلال الطالباني كان يقصد من كلامه هذا بأنه سيبقى هو لاغيره في رئاسة حزبه ، لكن الخجل منعه من بيان ذلك علنا ! . 
في بداية الستينيات من القرن المنصرم إنفجرت خلافات حادة وصراعات قوية على المستوى القيادي والسياسي والاعلامي والعسكري بين المام جلال الطالباني والمرحوم ابراهيم أحمد وأتباعهما من جهة ، وبين رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني الراحل المرحوم مصطفى البارزاني وأتباعه حيث كانوا الأغلبية من جهة ثانية . وقد عرف يومذاك هذا الصراع السلبي المرير في كوردستان ، مع طيِّه لمسارات وعرة وتراجيدية تحت عنوان ( جلالي وملالي ) ، الأول نسبة الى جلال الطالباني ، والثاني نسبة الى الملا مصطفى البارزاني  ! . 
وعليه فقد كلّفت هذه الخلافات المأساوية الشعب الكوردي في جنوب كوردستان الكثير جدا من الضحايا والقرابين والدماء والدموع والأموال ، مع إستنزافها كبرى الطاقات والامكانات الكوردية ، إضافة العديد من الفرص التاريخية الذهبية التي قد لاتعوّض بسهولة . ثم إن هذه الخلافات إستمرت ، حيث كانت غالبيتها إقتتال دموي ومعارك طاحنة والإجهاز على الجرحى وإعدام الأسرى ، حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي  ! . 
وكان جلال الطالباني يبرر خلافاته ويوجه إنتقاداته اللاذعة لمصطفى البارزاني يومها بسبب التوجه القبلي – العشائري له في إدارة الثورة الكوردية والحزب الديمقراطي الكوردستاني . وفي هذا الشأن يمكن تلمّس بعض المصداقية والصحة في إنتقادات ومقولات السيد الطالباني ، لكن الذي لايبرر ولايمرر هو، علاوة على شقه صفوف الثورة الكوردية إلتحاقه بحكومة العراق السابقة وإستلام الدعم المالي والتسليحي والعسكري والاعلامي لمواجهة الثورة الكوردية . وهذا يعني داوى بالتي هي الداء كما يقول المثل ! ، وبالفعل فإنه وقف جنبا الى جنب الجيش العراقي في مقاتلة إخوانه البيش مه ركَه بسلاح ومعدات ومعونات المحتل العراقي ! . 
لهذا أثبتت الأحداث السياسية بالحقائق والوقائع والدلائل الدامغة إن صراع السيد الطالباني مع القائد الكوردي الراحل الملا مصطفى البارزاني لم يكن صراعا فكريا وفلسفيا وسياسيا بقدر ماكان صراعا على القيادة والرئاسة للثورة الكوردية والحزب الديمقراطي بشكل عام . ومن أبرز الدلائل على صحة ماورد هو تشبث جلال الطالباني برئاسة الاتحاد الوطني الكوردستاني مذ سنة تأسيسه في دمشق بسوريا عام ( 1976 ) ، والى إمتداد يومنا هذا حيث نحن في سنة ( 2012 ) إذن ، أين ذهبت الاشتراكية العلمية ، وأين أصبحت الديمقراطية ، وأين أضحت الشعارات والمفاهيم التقدمية التي طالما كان يتحدث ويتغنى ويتفلسف بها جلال الطالباني في إنتقاداته ومقابلاته ، وفي مقالاته وكتبه ؟ . على هذا الأساس لايوجد فروقات في العديد من النواحي المركزية بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستانيين ، وبخاصة في مسألة القيادة . إذ إن القيادة في الحزب الديمقراطي هي دائمية ، والى مدى الحياة في شخص السيد مسعود البارزاني ، وبالمقابل فإن السيد جلال الطالباني هو الذي يتحكّم برئاسة الاتحاد منذ التأسيس وحتى اليوم ، هذا بالرغم انه بلغ من الكِبَرِ عتيا ، وسيكون هو رئيسا للاتحاد الى مدى الحياة أيضا كالحزب الديمقراطي البارزاني . لكن بفارق انه ربما بعد موت الطالباني – لاقدر الله تعالى – لن يقبل القادة في الاتحاد أن يتزعمه نجله من بعده . هذا إن بقي الاتحاد على حاله ولم يتعرّض للانشقاقات بعد رحيل الطالباني من دنيانا الفانية هذه ! . أما الحزب الديمقراطي البارزاني ، وكما هو معلوم للقاصي والداني فإن العكس هو الصحيح ، وبهذا { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } ! .  
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16797
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19