• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : للصور لسان بليغ .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

للصور لسان بليغ

يحفل البوم الصور بأشعة وهاجة تنبعث في الرؤوس التي تطل على فرجة طيبة، تتراوح المشاعر عند كل صورة بما تحمله من ذكريات:
الصورة الأولى: لفتى يقرأ القرآن، قال أبوه معلقاً على الصورة: كان ابني متعلقاً بعلوم القرآن ومعرفة العلوم الدينية.
الصورة الثانية: لشاب لم يصل العقد الثالث من عمره، وهو يرتدي العمامة بزي شيخ حوزوي، قال أبوه: هذه الصورة يوم تُوّج بدراسته الحوزوية حيث كان حلمه الذي تقدم اليه بشغف، عقب اخوه: لقد أجّل دراسته الإعدادية من أجل ان يلتحق بالدراسة الحوزوية.
الصورة الثالثة: لمجموعة طلبة يتوسطهم، قال أبوه: أكمل دراسته الإعدادية والتحق بكلية التربية الأساسية في الجامعة المستنصرية/ قسم اللغة العربية، استفاد من وجوده داخل الجامعة وعمل على نشر ثقافة أهل البيت (عليهم السلام).
الصورة الرابعة: لا تحتاج الى شرح أو تعليق قدمت لي نفسها بنفسها، كنت أرغب ان أحدثها وأدرك تماماً قيمة الحوار واعرف انها ستجيبني، لكني خجلت من اهله وذويه أن يقولوا عني: صحفي مجنون وتضيع مني زهوة المقابلة، لكني قرأت خلف الصورة (التقطت هذه الصورة في الاسحاقي) وتبعتها العديد من الصور المشابهة مكتوباً خلفها (اللطيفية) وصورة في (اليوسفية) وأخرى في (جرف النصر)، وهناك صورة في (سامراء) والصورة التي جذبتني اليها التقطت في الاسحاقي صرت اتعاطف مع كل صورة من صوره، فكل صورة لها حديث وذكريات وألم، لكنها جميعاً تحمل وجوهاً نضرة مبتسمة للحياة.
 أدركت من خلال بعض الصور انه فتح العديد من الدورات في العلوم الدينية، وهناك صور عن محاضرات كان يلقي فيها رسائل فقهية، وكانت صورة المكتبة هي الأقرب لروحي، سألت أباه: هل هذه هي مكتبته الخاصة؟ قال: نعم، وقد تبرع بها للحوزات والمدارس الدينية، وصورة اكثر اشراقاً، حيث كان يتوسط خدمة الحسين تكية في موكب.
 قال الأب: كان صاحب موكب (أبو طالب المظلوم) في اللطيفية.
لا أدري هل كنت أرى تلك الصور بعيني ام بقلبي الذي صار يرى المشهد لا الصورة، يصعد المنبر وروحه في الجبهة، ويرتقي الجبهات حاملاً في قلبه المنبر، انشطر البال الى جهتين: الأولى ما عرفته من اصدقاء الجبهة، انه كان يدعو الله ان يرزقه الشهادة في شهر محرم، أي في اقتحام العمق.
والجهة الثانية سؤال آمر اللواء: اين انت يا شيخ؟ 
أجابه: إن قدمي وطأت ارضاً لم تطأها قدم مقاتل من قبل، وهكذا عادت الذاكرة من الجبهة جهتي البحث بشهيد، وانثالت امامي صور التجلي شهادة مرتقاه، طويت الصور وناديت بأعلى صوتي: الفاتحة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167989
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28