• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رضا الناس غاية لا تُدرك .
                          • الكاتب : سوسن عبدالله .

رضا الناس غاية لا تُدرك

  الكثير من الحكم والأقوال التي تكون لها اكثر من مفهوم، وتصل مثل هذه المفاهيم التفسيرية حد التناقض، ومن المفاهيم الرسالية: (من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، وكله الله الى الناس).
 ومعناه اننا نعمل في المجتمع الإنساني بما يرضي الله، فهناك من يرى هذا الموضوع أساسه حث الناس على المودة والمحبة والرضا، والبعض الآخر يرى أنه يعني أن يعصم الانسان نفسه بعيداً عن الاحتكاك المباشر مع الناس، وترك ما يزعجه منهم، فالناس صعبة الارضاء، ولذلك نبحث في هذا الاستطلاع لنرى فهم الشباب لهذا المرتكز الأخلاقي: 
أشجان يوسف عبد الله – إعلامية:
 أشعر أن بعض الناس أخذوا رضا الناس غاية لا تُدرك بطريقة خاطئة، فتجدينهم بتصرفاتهم يبخسون حق الناس، ويأكلون تلك الحقوق بحدة، ولو أعطوا الناس حقوقهم لا احد منهم يجامل هذا العمل بالمعروف، وحتى لو فرضنا وجود الجاحدين، هل يعني اننا أمام القبول لأكل حق الناس، لكونهم لا يشكرون، هنا علينا ان نتذكر رضا الله؛ لأن ضرر الناس يجلب غضب الله تعالى، علينا أن نبحث في رضا الله سبحانه تعالى. 
تقي عباس حسن - صيدلاني:
 رضا الناس غاية تدرك، فقد تناقلت الناس هذه الحكمة مبتورة وغير مكتملة، وانما بتكملتها تكون من أروع الحكم، وهو رضا الناس غاية تدرك بإحلال رضا الله، فكيف ان ترضي الله، وهو سيجعلك عند الناس جميلاً، لو أصبت في عملك 99% وأخطأت مرة، سيتذكر الناس تلك المرة، ويغمطون امتيازات العمل كله، بينما الله سبحانه تعالى يقبل من الانسان الواحد ويغفر عن البقية. 
حامد جاسم غني - موظف حكومي:
 رضا الناس ليس هدفا، لكني أسعى لرضاهم بما لا يتعارض مع رضا نفسي وطموحها، ولا أستطيع أن أعيش وسط مجتمع ينظر اليّ نظرة سوء، أسمع البعض يقول: إن كلام الناس لا يعنيه، فالمشكلة في إعطاء الناس دوراً أساسياً في صنع القرارات الخاصة، وهذا خطأ، ومع ذلك يتحتم علينا أن نراعي الناس في بعض الأمور العامة، فنحن نعيش بينهم، المثل الشعبي يقول: (كل ما تحب، والبس ما يحب الناس)، انا لا استطيع الذهاب الى الجامعة بملابس معينة، لكن ألبس ما يعجبني، وفي نفس الوقت لا يسيء الى الناس. 
الدكتورة حسناء عبد الله:
 أحد الحكماء يقول: من يظن انه يسلم من كلام الناس فهو مجنون؛ لكوننا صرنا نحسب لكلام الناس الف حساب قبل ان نحرك أنفسنا لأي عمل، و(سارتر) يرى: الجحيم هم الآخرون؛ لأنه ليس له نهاية..! العيب نسبي يختلف باختلاف البلد والثقافة والتعليم والبيئة التي ينشأ فيها المتحدث، فهو شيء غير ثابت، ولا داعي للتفكير به بعيداً عن تحكمات الضمير الإنساني، للأهل دور كبير في خلق الخوف من اتخاذ أي قرار؛ لأنهم نشأوا على الخوف من تعليقات الناس. 
الخلاصة:
 الشباب مقتنعون بأن المسلم الحق هو الذي لا يلتمس إلا رضا خالقه، وينبغي أن يكون العمل لله تعالى وحده، مع هذا يجدون ان هناك لابد ان تكون حرية مزاولة الفعل دون رضا الناس ما دام هناك رضا الله ورضا النفس، وقد قال الله سبحانه تعالى: (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ...) (الأحزاب: 37).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168199
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19