• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حوار مع الناشط الفيلي الحاج قاسم محمد خنجر .
                          • الكاتب : صادق المولائي .

حوار مع الناشط الفيلي الحاج قاسم محمد خنجر

 

 
 
    / الفيليون محاصرون بحدود وخطوط من قبل ستراتيجيات الأحزاب القومية والمذهبية
 
أجرى الحوار / صادق المولائي
اجرت جريدتنا حوارا مع الحاج قاسم محمد وقد وجهت له عدة اسئلة حول الشأن
الفيلي لمعرفة وجهة نظره كونه احد الشخصيات الناشطة في مجال الدفاع عن
حقوق الكورد الفيليين فضلا عن دوره في بداية شبابه ضد النظام المباد في
منتصف السبيعينات القرن الماضي ضمن الحركة الكوردية آنذاك، الا اننا
بداية نقدم نبذة مختصرة عن حياتيه:
ولد الحاج قاسم محمد خنجر في بغداد عام (1960) كان احد اعضاء منظمة شباب
الكورد التي تأسست بعد اتفاقية الجزائر عام (1975) لضرب النظام المباد في
عقر داره في العاصمة بغداد. سجن على اثرها مع عدد من الشباب الكورد
الفيليين اعضاء تلك المنظمة. بعدها هُـجِرَ من العراق الى ايران قسرا
بصحبة بقية افراد عائلته في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ضمن
عمليات التهجير الواسعة التي قام بها النظام المباد ضد الكورد الفيليين.
غادر الى اوربا واستقر في المانيا منذ عام (1986). نشاطاته كانت عديدة
فعلى صعيد الحركة الكوردية كان احد مقاتلي البيشمركة، واما على صعيد
المعارضة العراقية في المنفى انضم الى المجلس الاعلى لتصدي للنظام
المباد. كما ان الحاج قاسم متزوج وله خمسة ابناء اغلبهم طلبة في الجامعات
الالمانية. وجه له المنبر عدة اسئلة وهي:
س // يبدو ان غالبية الكورد الفيليين المهجرين لا رغبة لهم في العودة الى
العراق، البعض يراهم يتململون من المطالبة بحقوقهم، بنظركم هل هذا دليل
اليأس أم الرضا عن الظروف التي تهيأت لهم مما قللت من أهمية الموضوع؟
 
ج // هناك عده عوامل تمنع الكثير من الفيليين للوصول الى العراق للمطالبة
بحقوقهم كافة، منها عوامل طبيعة تتعلق باعمالهم وارتباطاتهم في اوربا
التي لاتسمح لهم بالبقاء خارج بلدان أقامتهم لمدة طويلة، فلا يحق للفرد
المرتبط بعمل ما سوى اجازة لمدة شهر واحد طيلة السنة وفي حالة تجاوزه تلك
المدة المقررة قد يسبب لنفسه الطرد من العمل الذي هو مصدر رزقه وعائلته,
وهذا يعني بأن المجازفة ستكون بمثابة الانتحار، علما أن بيرقراطية وزارات
ودوائر الدولة العراقية لازالت تحمل في طياتها الكثير من العراقيل
والمطبات التي تحيل دون تكملة معاملات المتضررين من الفيليين بغية
استرجاع حقوقهم المغتصبة، هذا ناهيك عن ضرورة تقديم الوثائق الاربعة التي
تعرف بـ (المستمسكات)، والتي من خلالها تحصل على حق بلوغ المواطنة. كما
ان تلك الوثائق ليست سهلة الحصول عليها خاصة بالنسبة للمهجرين والمقيمين
خارج العراق. كما ان بطاقة السكن والبطاقة التموينية لايحصل عليها الا من
يعيش او يقيم في العراق. فمتى ما حصل الكورد الفيلي على تلك الوثائق
عندها يمكن له مراجعة دوائر الدولة وتقديم الطلبات الى الدوائر لاستعادة
حقوقه  كالهجرة والمهجرين، نزاعات الملكية النفوس، مؤسسة الشهداء
والسجناء السياسيين وغيرها من الدوائر والمؤسسات، ناهيك عن الحقوق
المعطلة والمستحقات الاخرى للموظفين .. والخ .فعليه تتعدد الاسباب حسب
طبيعة المواطنين والاشكاليات التي يقعون فيها، هذا بالنسبة للمغتربين في
اوربا.
اما عن طبيعة الظروف والقوانين والعادات والتقاليد في مجتمعات اوربا
كونها تختلف الى حد كبير عن المجتمع العراقي تسببت بانصهار الكثير في تلك
المجتمعات وخاصة ابنائنا الذين ولدوا في اوربا، وهذه الحالة تعد من
الامور المؤثرة على قراراتنا وكذلك التفكير بعدم العودة لأوطاننا، فضلا
عن اسباب اخرى كثيرة.
 
س // منذ بداية التهجير القسري للفيليين وليومنا هذا وما لحق بهم من قتل
وتغييب لشبابهم، كان الفيلون ينتظرون ويترقبون المنظمات والهيئات الدولية
أن تساعدهم لنيل حقوقهم واسترجاع ما سلب منهم، هل ترى انتظارهم كان بلا
جدوى، ماذا كانت الأسباب؟
 
ج //  اعتقد بأن الفيليين هم اول من كشفوا حقيقة تلك المنظمات وتسيسها
كونها لاتعمل بدوافع انسانية بحتة, بل هناك عده عوامل تحدد سير ومواقف
تلك المنظمات، ومنها ارتباطاتها بمصالح لدول اصحاب القرارات المهيمنة على
العالم. وكذالك والأهم  هو اننا هجرنا الى الجمهورية الايرانية الاسلامية
الوليدة من ثورة شعبية عارمة على طغيان الشاه والقاصمة لظهر مصالح
الامريكان في المنطقة, لذلك تركوا تلك الازمة في بلوغ أعبائها على
الجمهورية الاسلامية الفتية، ليثقلوا عليها بالازمات لاجهاض مشروعها
الثوري. واستشهد بذلك تجهيز النظام البعثي وانظمة الخليج ودعمهم من قبل
الامريكان ودول الهيمنة على الحرب والهجوم على ايران الاسلامية، بذرائع
واهيه لتضليل الرأي العام في المنطقة والعالم. وبذلك نال الفيليون
التهميش من تلك المنظمات كونها انعكاسات لتلك المواقف العدائية للثورة
الاسلامية في ايران.
 
س // جهود الفيليين ومساعيهم يراه البعض مبعثرة، برأيكم ما أسباب هذا
التبعثر، وما السبيل لتعبئة الجهود وجمعها لرفع  مستوى الشعور بالمسؤولية
بما ينسجم ويلائم قضيتهم واحتياجات الفيليين؟
 
ج // الاسباب واضحة لمن يتابع بعيون محايدة ومتحررة من تأثيرات
الانتماءات السياسية، منها واهمها: الفيليون محاصرون بحدود وخطوط من قبل
ستراتيجيات الاحزاب القومية والمذهبية الفاعلة بالساحة. فأن بلوغ
الفيليين تنظيما سياسيا لتوحيد جهودهم ولاثبات وجودهم يكاد يعرقل بحسب
رؤية تلك الاحزاب بلوغ طموحاتهم في العراق.
واما البحث عن السبل لتعبئة الجهود فهو مسؤولية الفيليين بكافة توجهاتهم،
 اذ عليهم ان يدركوا حجم التحديات وان يمتثلوا بتلك الجاهزية لخوض معركة
اثبات الوجود. وهناك دور هام يقع على عاتق الاحزاب الفاعلة لتوثيق
مصداقياتهم الداعمة للجهود الفيليين، وذلك بأن يغلقوا منابع التمويل
للدكاكين العائدة لهم  والتي تدعي تمثيل الفيليين. وان يرشدوا ذلك الشتات
بمسؤولية وحرص قومي واسلامي لتوحيد جهود الفيليين ليمثلوا حجمهم الطبيعي
في العراق. وان يكفوا عن تعزيز الخندقة بين الفيليين، ويكفوا كذلك عن
تعزيز مفاهيم التمييز على أساس الانتماءات والولاءات الحزبية، وان يجعلوا
وحدة جهود الفيليين غاية لتعزيز الاستقرار وديمومة الألفة بين العراقيين
عامة والكورد خاصة.
 
س // المحرك الاساسي لتوعية الشعوب هو المثقف، كيف تجدون دور المثقف
الفيلي من قضيته المصيرية، وما مدى حجم التحديات الى تواجهه، وكيف عليه
تجاوزها؟
 
ج //  لا شك بأن دور المثقف هام وعظيم في تأثيراته، لان المثقف هو بمثابة
البوصلة التي تبحر على أساسها حركة المجتمعات لبلوغ مرحلة النجاح، وعليه
فان استقلالية المثقف من التأثيرات والاجندات التي تستهدفه هي غاية لبلوغ
الانتاج الفكري وتحقيق التحولات الايجابية لصالح حراكنا. وهنا أود
الاشارة الى أن غالبية المثقفين من الفيليين مشتتين بين انتماءات الاحزاب
والولاءات. لذلك أجد القيود مكبلة لحدود حرياتهم وتمنعهم من الخروج من
مصالح احزابهم. وهذه لها انعكاسات خطيرة على مستوى بلوغ التأثير والعمل
وسط الشارع الفيلي. وان تجاوز تلك التحديات يكمن في مدى قدرة المثقف
لبلوغ مصداقيته امام الاستحقاقات المصيرية لنا ككورد فيليين وسط القوى
وتغلب المصالح الشخصية على المصالح العامة والخ.
 
مع تحيات فريق عمل منبر الإعلام الفيلي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=16829
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28