• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وأنا من حسين… .
                          • الكاتب : صفية الجيزاني .

وأنا من حسين…

  من الأحاديث المشهورة بين الفريقين، الشيعة والسنة، حديث رسول الله (ص): «حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسينا، حسين سبط من الأسباط»(1)، فالحسين (عليه السلام) هو سبط النبي وابن بنته الزهراء (عليها السلام).

ولكن كيف يكون النبي (ص) من الحسين؟!
إن لهذه العبارة دلالات عميقة ومعاني متعددة، وقد تقصر عقولنا على فهمها، ومن خلال البحث والتقصي، وجدنا إجابات عدة عن هذا السؤال من طرق الخاصة والعامة.
ففي حاشية السندي على ابن ماجه، في معنى الحديث: أي بيننا من الاتحاد والاتصال ما يصحّ أن يُقال كل منهما من الآخر .
وفي تحفة الاحوذي للمباكفوري: قال القاضي: «كأنه (ص) علم بنور الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم، فخصّه بالذكر، وبيّن انهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد ذلك بقوله: «أحبّ الله من أحبّ حسينا»، فإن محبته، محبة الرسول، ومحبة الرسول، محبة الله».
وقيل في معناه، أنه (ص) أراد أن يبيّن للناس بأن للإمام الحسين (عليه السلام) خصوصية؛ لأنه سيحفظ دين محمد (صلى الله عليه واله)، وسيقود مشروعاً لتصحيح مسار الرسالة المحمدية الخاتمة، وبتضحية الامام الحسين (عليه السلام) وشهادته بقي الاسلام، بعدما كان على وشك الفناء،  أراد النبي الأكرم أن يخبر العالم بأن استمرار هذا الدين هو بذرية الامام الحسين (عليه السلام)، فمن قتل الحسين، كأنما قتل رسول الله (ص)؛ لأن دعوة الحسين ودعوة الرسول واحدة ورسالتهما واحدة .
وانها اشارة الى العلاقة النورية بين النبي والحسين (عليهما السلام)، ويعني أن نورنا واحد .
في زيارة الجامعة الكبيرة، نقرأ: «خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين...»، وفي زيارة عاشوراء: «أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة...».
وكذلك اشارة الى عمق العلاقة النفسية بينهما، فكان رسول الله يظهر محبته للإمام (عليه السلام)، وتذكر الروايات انه (ص) كان إذا دخل الحسين (عليه السلام) الى المسجد يترجل من المنبر ويحتضنه، وأيضاً تذكر الروايات انه مع عظم شأنه وهو اشرف الخلق، كان يتوسل بالحسين (عليه السلام)، فيراه وجهاً من وجوه الله ومظهراً من مظاهره، وتجلياً من تجلياته، وقد أكد رسول الله ذلك في يوم المباهلة، عندما أخذ أهل بيته ومنهم الحسين (عليه السلام)، وتوسل بهم عند الله تعالى. 
 إذن (الحسين مني) يستمد طريقه ومنهجه مني، (وأنا من حسين) أنا أتخذ الحسين رمزاً ووسيلة الى الله تعالى، ولولا دم الحسين لما بقيَ للإسلام رسم ولا اسم، فالحسين (عليه السلام) قد استقى صبره وقوة ارادته وصموده من جده رسول الله.
وهكذا سيبقى الحسين مناراً ورمزاً للتضحية والفداء، وستبقى كربلاء عنواناً لا للحسين فقط بل لرسول الله وجهاده وقيمه وأخلاقه.
وسيبقى الاسلام محمدي الوجود، حسيني البقاء.
ــــــــــــــــــــــــــ
١- ارشاد الشيخ المفيد: ج٢/ ص١٢٧




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168306
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15