تعد معركة الخندق من المعارك المميزة في الاسلام بالرغم من عدم المواجهة العسكرية المباشرة بين المسلمين والاحزاب الا انها كانت كاشفة لكثير من الامور واهمها النفاق .
وبالنظر في احداث ومعطيات هذه المعركة نجد الدروس والعبر والمفاهيم المتجددة عبر التاريخ تستحق التأمل فيها ومنها :
التغلب على شعور الاحباط والهزيمة النفسية عقب معركة احد والوقوف بقوة بوجه اعتى تحالف اقليمي -ان صح التعبير - انذاك متمثلة باغلب قبائل العرب واليهود .
تأصيل مبدأ الشورى في الحياة السياسية الاسلامية فالرسول (ص) معصوم عن الزلل والخطل وهو ليس بحاجة للشورى بوجود الوحي وتأييد السماء بقدر ما هو بحاجة ان تتراص امته وان تتوحد كلمتها وتجتمع عقولها بالمشورة .
الاستفادة من تجارب الاخرين اذا كانت مضمونة النجاح الى حد معقول بما يتناسب مع الواقع الموضوعي ، وراي سلمان الفارسي بحفر الخندق كان مستحسنا عند الرسول اذ كان هو سبيل انتصار المسلمين في ظل الظروف الصعبة المادية والمعنوية التي عاشها المسلمون في ذلك المقطع الزمني بالذات .
مشاركة الرسول للمسلمين المحنة والمشقة ومساندتهم وتشجيعهم تعكس الرؤية الصحيحة للقيادة وتحمل المسؤولية .
حماية عوائل المقاتلين ضروري جدا لرفع معنويات المقاتلين حيث تم تحصينهم داخل المدينة خاصة بعد غدر بني قريظة حيث تم اعادة ثلث الحيش لحماية النساء والاطفال .
مشاركة النساء في الجهاد له صور كثيرة منها تحملهن المسؤولية في غياب الرجال له الاثر الكبير في شد عزم الرجال كما حصل مع عمة الرسول صفية التي قتلت اليهودي الخائن وافشلت مخطط الاحزاب .
(ان تنصروا الله ينصركم ) هذا هو المقياس الالهي في غلبة القلة للكثرة اذا كانت مضحية ومتفانية في اعلاء كلمة الله فقد كان عدد المشركين عشرة الاف مقاتل وهو عدد يفوق عدد المسلمين من رجال ونساء واطفال ولكن فعالية هذا المقياس الالهي بشرطه وشروطه وهو نصرة دين الله ورسوله .
وبلحاظ ما تقدم وبتدقيق النظر فيما تقدم نرى بوضوح اننا نعيش معركة احزاب جديدة ولكن باسلوب عصري ولا سبيل لنا للانتصار الا اذا تخندقنا بالايمان بالله ونصرة رسوله ودينه واتباع القيادة الالهية المتمثلة بالامام الحجة (عج) .
|