• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الانتحار هروب أم انتصار؟ .
                          • الكاتب : عزيز ملا هذال .

الانتحار هروب أم انتصار؟

  الانتحار هو نزوع جاد لوضع نهاية لحالة تعيسة يعيشها المنتحر, وهو باب خلفي للهرب من الظروف الضاغطة، أو هو مخرج لتجنب المزيد من الألم, مداده فقدان الأمل، والعجز، والضعف بالشكل الذي يعطل غريزة البقاء في الانسان، ويجعله مستسلماً كلياً للموت.

 والحقيقة ان غالبية المنتحرين لا يبحثون عن الموت، بل يرغبون في إنهاء الألم، فيسوّغون لأنفسهم أن الانتحار هو انتصار على البؤس الذي يعيشونه.
وطبقاً لإحصائية منظمة الأمم المتحدة، يقدِم نحو 800,000 ألف فرد على الانتحار سنوياً، أغلبهم من فئة المراهقة والمسنين, وبحسب الاحصائية ذاتها، فإن البلدان الفقيرة ومتوسطة الدخل قد سجلت أعلى نسبة من حالات الانتحار حتى بلغت 75% من نسبة حالات الانتحار في جميع أرجاء الارض.
 كما تشير الاحصائيات التابعة لمنظمة الصحة العالمية أيضاً الى حدوث أكثر من 15 حالة انتحار للرجال من بين كل 100 ألف رجل في نحو 40 بالمئة من دول العالم، بينما كانت معدلات الانتحار أعلى بين النساء في 1.5 بالمئة، وينطبق هذا على الكثير من البلدان حول العالم. 
تعددت وسائل وطرائق الانتحار ما بين الأسلحة بأنواعها أو الشنق، أو تناول السموم، أو القفز من المرتفعات وما شاكلها من الوسائل تبعاً للوسيلة الشائعة في كل دولة, فقد تمثل سهولة الوصول الى هذه الوسائل عاملاً مهماً في زيادة نسبة الانتحار, ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يمتلك (6) من بين كل (10) رجال أسلحة نارية، لذا يكون أكثر من نصف ضحايا الانتحار قد أزهقوا أرواحهم بالأسلحة النارية.
ومن الأسباب التي تدفع الأفراد الى الانتحار هي:
أولاً- أسباب نفسية متمثلة بالإصابة بالاكتئاب الذي يعد السبب المباشر للكثير من حالات الانتحار حول العالم, فالمكتئبون تسيطر عليهم آلام الإحباط والتذمر، ويصعب عليهم تحملها، مما يؤدي الى تفاقمها مع الوقت، أو المعاناة من اضطراب نفسي أو مرض عقلي مثل: اضطرابات (التكيّف، وتشوّه الجسم، والشخصية الحدية، والهوية الجنسية، والهلع، وما بعد الصدمة، وانفصام الشخصية، والقلق الاجتماعي) وسواها من الاضطرابات.
ثانياً- السبب الاجتماعي الثقافي، كاستصعاب المريض لطلب الدعم والمساعدة عند الشعور بالانعزال والملل، أو عند احتياجه لأشياء مهمة في حياته يصعب عليه توفيرها لنفسه، فيرى نفسه عاجزاً وعبئاً على من حوله.
 وكذلك عدم تقبل بعض المجتمعات للأشخاص بدافع اختلاف المعتقدات الدينية والعرقية أو القومية، بالإضافة الى فشل الأشخاص في الحصول على الدعم النفسي اللازم عند الأزمات النفسية.
ويشكل العنف الأسري والحرمان، وفرض الارادات من الأهل، لاسيما في موضوعة الزواج، سبباً اجتماعياً رئيسياً يقود بعض الأشخاص للانتحار لاسيما النساء.
 والسبب الآخر هو ضعف الوازع الديني لدى المنتحرين، الذي يفترض أن يكون رادعاً قوياً للفرد المسلم يمنعه من الانتحار, فلا يجب أن يفقد الانسان ثقته بربه وحكمته وعدله ورحمته، وأن بعد كل عسر يسر وفرج، وأن لكل امرئ نصيباً في هذه الحياة شئنا أم أبينا, وقد تدفع بعض الحالات المرضية أصحابها للانتحار: كالسرطان، والفشل الكلوي، والايدز، واصابات الدماغ، وغيرها من الأمراض.
جميع هذه الأسباب تشكل منفردة أو مجتمعة قناعة لدى الأفراد بالتخلص من تبعات الحياة وهمهما وكدرها, وتجعلهم مقتنعين تماماً بأن الانتحار هو الحل ولا سبيل سواه.
 أما العلاجات الممكنة للحد من الانتحار، فهي إيقاف العنف الأسري المستشري، وانهاء الدور التسلطي الذي يمارسه الأهل بحق أبنائهم، وعدم منحهم فرص تقرير مصائرهم.
 كذلك حلّ المشكلات الزوجية بتعقل وهدوء، وهو ما ينعكس إيجاباً على نفسية الأبناء، وبالتالي ابتعادهم عن الكثير من الأفكار السلبية، ومنها التفكير بالانتحار, وتوفير فرص عمل للشباب لاسيما الخريجون منهم؛  كي يشعر هؤلاء الخريجون بأنهم منتجون وليسوا عبئاً على أهلهم، ويرون لوجودهم في الحياة قيمة ومعنى.
 كذلك من العلاجات الواجب وضعها أيضاً حصر السلاح والسموم وغيرها من الوسائل المستخدمة في حالات الانتحار، وتقييد فرص الحصول عليها, وتنمية القيم الدينية التي تجعل الانسان يمتنع من القدوم على هذا الفعل, وتوجيه خطاب لأنفسنا من خلال اقتباسات ملهمة في الحياة ورسائل للنفس من أشخاص محببين لنا, وإذكاء حبّ غريزة الحياة المشروعة، والادراك بأن الحياة هبة الله للإنسان، يجب أن لا تنتهي بهذه الصورة المأساوية أو الحيوانية إن صحّ إطلاق المصطلح عليها.
 كما علينا أن نثبت بوجه الأزمات من خلال تدريب أنفسنا على مهارات حلّ المشكلات والتعامل مع الأزمات وقيادة الشعور والوجدان, وهنا نكون قد نجحنا من التغلب على الأفكار الشيطانية والأسباب المؤدية الى هذا الفعل الشنيع، ولا يوجد مبرر ومسوّغ له, فالانتحار ليس الطريقة الوحيدة لإنهاء الألم النفسي، فثمة طرائق يمكننا اتباعها، تبقينا آمنين مستمتعين أو على أقل تقدير متقبلين للحياة التي نحياها.


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : كريم عبد ، في 2022/05/15 .

تمنيت ان تذكر سبب مهم للانتحار
عمليات السيطرة على الدماغ التي تمارسها جهات اجرامية عن طريق الاقمار الصناعية تفوق تصور الانسان غير المطلع
واجبي الشرعي يدعوني الى تحذير الناس من شياطين الانس
الكثير من عمليات الانتحار والقتل وتناول المحدرات وغيرها من الجرائم سببها السيطرة على الدماع
الرجاء البحث في النت عن معلومات تخص الموضوع



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168515
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28