• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة انطباعية  في نصّ من نصوص مسابقة مهرجان المسرح الحسيني مسرحية (الخروج عن النص)  للكاتب: نعيم آل مسافر  .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة انطباعية  في نصّ من نصوص مسابقة مهرجان المسرح الحسيني مسرحية (الخروج عن النص)  للكاتب: نعيم آل مسافر 

 عندما يشتغل النصّ المسرحي على مساحة فكرية وتربوية مرتكزة على المضامين المقدسة لواقعة الطف الحسيني، ومسرحية (الخروج عن النص) للكاتب: نعيم آل مسافر، وهي من نصوص مسابقة مهرجان المسرح الحسيني التي أقيمت في العتبة العباسية المقدسة.
 امتلكت الواقعة الحسينية قوة تأثيرية من خلال الصراعات الفكرية والإنسانية، وتعدد رموز الواقعة، ولكل شخصية من الشخصيات التضحوية تحمل قوتها المضمونية بما تمتلك من رؤى وأحداث، كل شخصية هي طفّ بما تحمل من سمات.
 وكان اختيار الكاتب لشخصية (جون)؛ كونه المعبر عن الجوهر الإنساني فهذه الشخصية أعطت لمسرح الطف معنى آخر من المعاني الإنسانية بمعنى أن النهضة الحسينية حفزت الفقراء والمعدمين للنهوض بواجبهم من رق السياسات لهم، فكان (جون) يمثل الطبقة الفقيرة المنبوذة تُباع وتُشترى في أسواق النخاسة.
 حمل الواقع حلماً من أحلام التغيير، وأعدّ نفسه للشهادة؛ وهو الرجل العبد الحالم أبداً بالحرية، جون في هذا النص المسرحي عاش اكثر من صراع مع وجود الاستقرار النفسي والرضا والحلم، لكن يبقى هو وليد صراعات لا يد له فيها، يدور بين بؤر الشر والخير، يمر على مجموعة الشياطين ومجاميع الملائكة في حوار يعكس الإصرار الإنساني على المضي قدما في سبيل الحرية: 
(جون:ـ دوروا ففي النهاية سينتصر الانسان بداخلي)، وهذا مفهوم فكري يرسخ المعنى الأبهى للحضور الادمي في قيمته السامية، مجموعة الشياطين تراهن على أن اللون لا يتغير والرائحة لا تتغير، بينما مجموعة الملائكة ترى إمكانية ان يغير الانسان كل شيء، اذا استطاع ان يتكل على الرحمن ويطرد من قلبه الشيطان.
 النص الذي كتبه الشاعر الكاتب نعيم آل مسافر، لا يتعامل مع الماضي كتاريخ لابد أن يُوثق، بل هو يتعامل مع الانسان، مع القيم، البطل الحقيقي ليس جون، وانما البطل الحقيقي الذي ركز عليه المؤلف هو جهاده من اجل التغيير، تمسكه بالحلم، فلو تأملنا في مفهوم ابليس الساعي الى بث روح النوم فيقول:ـ اذا رأيت عبداً نائماً لا توقظه؛ لأنه يحلم بالحرية فالحرية التي يفهمها ابليس هي الانفلات من يقظة الواقع بالابتعاد عن مواجهته ويضع المؤلف في نصه موجهاً آخر ليزن المعادلة برؤية سيد الضوء (الحسين) ليؤكد في حواره:ـ اوقظه ليعمل من اجلها.
 هذا درس تربوي كبير ان الحرية هي اليقظة من اجل الحرية، وليس الخنوع، القضية التي لابد ان نقف عندها هي ان هذا المسرح لا يرتكز على سردية الواقعة ومأساوية الحدث، لكنه بحث في ماهية الانسان وفي وجهته الثانية يكون الصراع بين جون الانسان المعاصر والقيم المترسبة في عقلية المخرج: 
(جون:ـ سأختار الدور الذي أريد لا الدور الذي يريده الآخرون). 
صراع فكري كبير بين من يرى ان الحسين خرج لطلب السلطة وبين من يرى أن الحسين ثائر مصلح خرج ليرسخ مفهوم الانسان، نصّ مسرحي استطاع ان يستثمر المضمون الفكري لشخصية جون الباحث عن التغيير.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168656
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20